خيرُ زاد الحج.. صالح العمل والبر والتقوى

زاد الحج زاد مكثف وفير يكرم الله به زوار بيته الحرام؛ فالفيوضات الربانية أثناء فترة الحج وفى الأماكن المقدسة وعند أداء جل الشعائر فيوضات غامرة من النور و الهداية و التقوى و الرحمة و السكينة، خاصة إذا كان جهاز الاستقبال وهو قلب الحاج سليماً نقياً نظيفاً مخلصاً الوجهة لله.

أ/ مصطفى مشهور

زاد الحجيقول جل وعلا: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ  وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ” (البقرة:197).

فالمشاعر الوجدانية التى تتملك الحاج قبل سفره من رغبة ملحة وشوق كبير لأداء فريضة الحج وزيارة بيت الله الحرام وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم و التى تزداد أثناء السفر، ثم اللحظات التى يقع فيها البصر لأول مرة على الكعبة المشرفة ، ما أعظمها وأروعها من لحظات فكأن شحنة روحية تدفقت على قلب الحاج فملأته خشية وخشوعاً لله وتعظيماً ومهابة لبيت الله الحرام.

 وعند استلام الحجر الأسعد، وعند الوقوف بأعتاب الكعبة عند الملتزم حيث تسيل العبرات وتذرف دموع الخشية و الضراعة و التوبة و الندم، وهناك أيضاً على عرفات الله وعلى جبل الرحمة فيض غامر.

 الجميع فى صعيد واحد يجأرون إلى الله بالدعاء وقد أتوا من كل فجٍ عميق، والحج عرفة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيكون إكرام الله لزوار بيته فلا يردهم خائبين، فيقبل توبة التائبين واستغفار المستغفرين ودعاء الداعين وتتنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة وتغمر قلوبهم بنور الله وتقوى الله وتكون السعادة الحقة التى تذكر بسعادة أهل الجنة.

من زاد الحج.. صفاء القلب والروح

زاد الصلاة و الصوم و الزكاة يتجدد ويتكرر لأن هذه العبادات تتكرر مع الأيام و الأشهر و الأعوام، ولكن لما كانت فريضة الحج هى فريضة العمر تسقط بأدائها مرة فكأن الله سبحانه وتعالى كرماً منه وفضلاً قد خصها بهذا الفيض الغامر و الزاد الوفير الذى يفيد صاحبه بقية حياته ويجعله يعود نقياً كيوم ولدته أمه وكأنه حط عن كاهله أحمالاً وأوزاراً ثقيلة.

إن الحاج من وقت خروجه من منزله لأداء فريضة الحج يعيش فترة خالصة لله خالية من مشاغل الدنيا يعيشها بوجدانه ومشاعره وكيانه كله بقلبه وعقله وجسده وجوارحه وحواسه ونفسه وخلجات قلبه ويبذل فيها وقته وجهده وماله وكل ما يملك، وهكذا يطوع كل هذه النعم لله ولطاعة الله بعيداً عن معصية الله وفى هذا التطويع زاد كبير وتربية وتهذيب يمتد أثرها فى حياته بعد ذلك.

من زاد الحج.. التجرد من متاع الدنيا وزينتها

إن توقف وجوب فريضة الحج على شروط توافر الاستطاعة له تأثير غير مباشر على المسلم الصادق أن يجعله يراقب حاله دائماً ويراقب الله فى تحديد وقت توافر هذا الشرط فلا يتراخى ولا يتردد فى السعى لأداء الفريضة بمجرد توافر الاستطاعة لأنه لا يضمن امتداد أجله، وإلا لتعرض لعذاب الله ويكون مثله كمن ترك الصلاة تراخياً أو حلَّ عليه شهر رمضان ولم يصم أو وجبت عليه الزكاة ولم يؤدها.

– إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً فمن ينوى أداء فريضة الحج لابد وأن يتحرى فى كسبه الحلال الطيب بعيداً عن الحرام أو ما فيه شبهة وفى هذا أيضاً جانب تربوى هام فى حياة المسلم.

– ما أشبه الحاج الذى يخرج من بيته وقد اغتسل ولبس ملابس الإحرام وخرج من مشاغل الدنيا ليخلص بقلبه لله وترك الأهل و المال و الولد خلفه، ما أشبهه بمن يخرج من الدنيا عند لقاء الله؛ فالاغتسال يقابله التغسيل وملابس الإحرام تقابل ملابس التكفين والخروج من مشاغل الدنيا يقابله الخروج الجسدى من الدنيا، وتوديع الأهل وترك المال و الولد أمر مشترك فى الحالين، فما أجمل أن يتذكر الحاج هذا المعنى ويأخذ منه العبرة و العظة، ويستعد للقاء الله على طهر ونقاء؛ فيرد المظالم ويقضى الديون ويطلب الصفح ممن أساء إليه ويتوب إلى الله فربما لقى الله فى سفره هذا، وبهذا يبدأ رحلته بدءاً طيباً كريماً.

– صلى عليك الله ياسيدى يارسول الله علمتنا دعاء نقوله عند السفر لو عشنا ما يتضمنه من معان بحق لخرجنا بزاد تربوى كبير (اللهم إنا نسألك فى سفرنا هذا البر و التقوى ومن العمل ما ترضى) توجيه النية و القصد إلى البر و التقوى و العمل الصالح، وأن الهدف هو رضوان الله وسؤال ذلك من الله فيه شعور وإقرار أن هذا لا يتحقق إلا بتوفيق الله وإرادته، والفقرة التالية من الدعاء (اللهم أنت الصاحب فى السفر و الخليفة فى الأهل و المال و الولد) ما أعظم أثر هذا الدعاء فى نفس المؤمن يشعر بصحبة الله ومعيته فى السفر، فهو فى حفظ الله ورعاية الله وضمان الله، ثم الاطمئنان أن الله هو الخليفة فى الأهل و المال و الولد فلا قلق ولا انشغال على شىء من ذلك.

هكذا يتحقق التفويض لله وجميل التوكل عليه بصورة عملية واقعية، ثم الفقرة التالية (اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوى عنا بعده) لجوء الى الله فى تيسير السفر وتخفيف مشاقه، فالأمر كله لله ولا يظن أحد أن هذا التيسير كامن فيما أخذ من أسباب كطائرة أو سيارة ولكن لاسهل إلا ما جعله الله سهلاً، فقد تصير السيارة سبب مشقة لا سبب راحة إن أمسك الله رحمته ووكلنا لأنفسنا، ثم الفقرة التالية (اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب فى المال والأهل والولد) شعور بالعجز ولجوء إلى الله واستعاذة به مما يتعرض له المسافرون أحياناً من متاعب وأخطار فى السفر أو فى أهلهم وأموالهم عند عودتهم إليها.

من زاد الحج.. استشعار معية الله وضيافة الرحمن

– ليستشعر الحاج عند بدء السفر أنه يبدأ رحلة فى ضيافة الرحمن وأن من معه من ركب كلهم ضيوف الرحمن وزوار بيته الحرام فيطمئن أنه فى حفظ الله ورعايته ويتعامل مع ضيوف الرحمن بكل رفق ولين وتسامح وحب وتعاون، يعين الضعيف والمريض ويقضى حاجة المحتاج: “… فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ” (البقرة: 197) وترويض النفس على ذلك طوال الرحلة زاد تربوى ضرورى للمسلم فى حياته ولازم للدعاة إلى الله على وجه الخصوص.

– التلبية وما تحمل ألفاظها من معاني الاستجابة لداعى الله وما فيها من تنزيه عن الشرك وأن الحمد له وحده و النعمة و الملك له وحده، ثم إن تكرارها باللسان وانشغال القلب بها فى تأكيد وتثبيت لمعانى الإيمان و التوحيد و الشعور بفضل الله وفقرنا إليه (لبيك اللهم لبيك… لبيك لاشريك لك لبيك… إن الحمد و النعمة لك و الملك… لا شريك لك).

واستبدالها بالسلام عند لقاء الحجيج بعضهم البعض فيه تذكير وتأكيد للاجتماع على عقيدة التوحيد و الشعور بالمشاركة فى هذه العبادة الجماعية.

– كلما سما الحجاج بأرواحهم قلَّ شعورهم بالتعب الجسمانى بل تذوقوا لهذا التعب طعماً آخر غير التعب إذ يكون مصدراً لثواب الله ورحمته.

– كلما اقترب الحجاج من بيت الله الحرام.. ازداد شوقهم وتعلقهم به كـتأثير المغناطيس يشتد جذبه بالاقتراب منه وهذا أمر أودعه الله قلوب عباده المخلصين، وفى ذلك دلالة على حب الله لهؤلاء العباد الذين حبب إليهم زيارة بيته الحرام إن شاء الله..

– عندما يقع بصر الحاج أول مرة على الكعبة المشرفة يتملكه شعور بالمهابة و التعظيم وروعة المشهد وحال من التأثير و الرهبة الممزوجة بالفرح و السرور و الوصف هنا لا يكفى ولكن من ذاق عرف.. ثم هذا الدعاء المأثور وما فيه من خير (اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً وبراً) (اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام) .

– رحلة الحج ليست كغيرها من الرحلات إنها ليست رحلة بالأجساد إلى مكة حيث الكعبة وجبل عرفات، إنها رحلة ربانية، رحلة نورانية، رحلة قلوب وأرواح تسعى الى خالقها، فتتصل بأصلها وتستمد القوة و الحياة و السعادة وتتزود بالتقوى.. خير زاد الحج.. وخير الزاد في كل شيء.

وعلى قدر تهيؤ القلوب التى تخشى ربها على قدر استقبالها لهذه الأنوار و الفيوضات الربانية، وبهذه النظرة تعرف سر تلك المشاعر والأحاسيس الغامرة التى هى مزيج من أحاسيس الخشية و المهابة و الفرح والسعادة عند وقوع بصرك على الكعبة المشرفة لأول مرة .

– فالطواف بالكعبة هو صلاة فى صورة خطوات ودورات ودعوات فأده كأدائك للصلاة فى خشوع وحضور قلب وأدب ورفق بإخوانك أثناء الطواف، واستشعر اطلاع الله عليك وأنت تؤدى هذه العباد حول بيته الحرام، واعلم أن قلبك هو موضع نظر الله إليك فأخله من كل شىء إلا الله وحب الله، الإخلاص لله حينئذٍ سمو للروح وكأنها هى التى تطوف حول البيت وليست الأقدام.

– وعند الملتزم بعد الطواف استشعر عند التصاقك بالبيت تلك الرغبة الشديدة فى القرب من الله وبتعلقك بأستار الكعبة، استشعر الفقر و الحاجة إلى الله وإلى مغفرته ورضوانه، وبوقوفك على أعتاب الكعبة استشعر وقوف العبد الفقير على باب الغني الكريم، وليطلع الله منك على صدق الإقبال عليه والإخلاص له والخوف منه و الرجاء فيه والندم و التوبة النصوح و الشعور أن لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه مع الشعور بالحب و الخضوع ولذة القرب والطاعة وفى هذا مزيج من المشاعر الطيبة السامية، وأكثر من الدعاء واسكب العبرات وجدد العزم والعهد مع الله وكأنك لا تريد أن تترك أعتاب بابه إلا لتتيح الفرصة لغيرك من ضيوف الرحمن.

– وعند مقام إبراهيم تصلى ركعتين وتتذكر الصلة الروحية الممتدة عبر الأجيال بيننا وبين سيدنا إبراهيم عليه السلام واستجابة الله لدعواته بأن بعث فينا محمداً صلى الله عليه وسلم رحم للعالمين.

– وماء زمزم ليس كغيره من الماء فقد خصه الله كذلك بخير كثير ولنتذكر عند شربنا منه السيدة هاجر أم إسماعيل وكم قاسا من العطش قبل ظهور زمزم، فلنروض أنفسنا على تحمل المشاق فى سبيل الله فى ميادين الجهاد.

– والسعى بين الصفا و المروة أيضاً من شعائر الحج و العمرة، فهو عبادة وليس مجرد سير هذه الأشواط وإذا صاحبها شعور بالتعب و المشقة فلنتذكر السيدة هاجر وسعيها بين الصفا و المروة بحثاً عن الماء لوليدها الذى أشرف على الهلاك فما أجدرنا أن نتحمل المشاق السفر و الجهاد فى سبيل الله تعبداً وتقرباً الى الله زكاة لصحتنا وشغلاً لأبداننا بطاعة الله .

– فى أيام إقامتك بمكة وفى رحاب البيت الحرام ما أروع وأجمل أن تنتهز الفرصة وتؤدى جميع الصلوات و الكعبة المشرفة أمام ناظريك، وفى هدوء الليل تتنحى جانباً فى رحاب الكعبة وتتهجد لله وتناجيه وتخبت له وتخشع وتطرق باب الكريم بركعات وسجدات ودعوات ودمعات من خشيته، وفى هذا الجو الرباني.

وفى مكة حين تسير فى شعابها وبين أرجائها وتزور غار حراء وغار ثور، عِش ذكريات أيام الدعوة الأولى وما تعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم و المسلمون الأُول، من إهانات وتعذيب وإيذاء بسبب عقيدة التوحيد، وتذكر صبرهم وثباتهم وإصرارهم على تبليغ الدعوة.

– إن فى اجتماع الحجاج من كل أقطار العالم فرصة سانحة لتقوية الروابط بين المسلمين وتعارفهم وتعرفهم على أحوال بعضهم البعض، وتبادل المشاعر والآمال والآلام ليكونوا حقاً كالجسد الواحد وكالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً وليتدارسوا أهم القضايا التى يعيشها العالم الإسلامى والأقليات الإسلامية، وكيد الأعداء وكل ما يهم المسلمين وحبذا لو تبادلوا المراسلات بعد الحج لتدوم الصلة وتعرف الأحوال وليتمثل الحجاج شعار وحدة الأمة الإسلامية “إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ” (الأنبياء:92).

– وعلى عرفات الله هذا الجبل الذى خصه الله دون الجبال بهذا الخير، وهذا الفضل وهذه الفيوضات و الرحمات تتنزل على ضيوف الرحمن وقد اجتمعوا جميعاً فوق هذا الجبل، فى زى الإحرام المبسط يجأرون الى الله بالدعاء بصورة تذكرهم بيوم الحشر، إنه مشهد عظيم ويوم عظيم.

ومن الخير الذى أفاضه الله على هذا اليوم أن جعل صيامه لغير الحجاج يكفر سنة قبله وسنة بعده فعن أبى قتادة رضى الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة  قال: (يكفِّر السنة الماضية و الباقية) رواه مسلم.

وعند الإفاضة من عرفات تجيش المشاعر عند وداع هذا الجبل الحبيب وهذا اليوم المبارك وهذا الموقف العظيم وتتعلق القلوب برجاء القبول.

وفى رمي الجمار معنى الانقياد للأمر وتحقيق العبودية بالامتثال، وإن لم يكن للعقل حظ فى هذا الفعل، ولتذكر تعرض إبليس لسيدنا إبراهيم عليه السلام ليثنيه عن طاعة أمر الله وعدم استجابة الخليل لهذه الوسوسة، فما أجدرك أيها الحاج أن تتجسم أمامك خطورة نزغات الشيطان ووسوسته وضرورة مقاومته وأنت ترمى الجمرات دحراً لهذا الشيطان الرجيم.

– وفى ذبح الهدي وتوزيعه على المحتاجين من المسلمين قربة لله ومرضاة له ورجاء فى أن يعتقك الله من النار، وفى ذلك أيضاً تحقيق معنى العطف على الفقراء وإطعامهم من أفضل الهدى: “وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (الحج:36).

– وفى طواف الوداع الإحساس بفراق أعز الأماكن وأحبها إلى قلبك وكلك رجاء فى قبول الله هذا الحج ورجاء فى العودة فيما يقبل من العمر.

– وفى الرحلة إلى المدينة تذكر هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم و المسافات التى قطعها وهو يُطارد واستقبال أهل المدينة وبدئه ببناء المسجد وعِش هذه الذكريات العطرة، وما فيها من إنجازات كبيرة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته و الغزوات و الفتوحات وتطهير الجزيرة من الشرك والأصنام ومن اليهود بعد حنثهم العهود كما هى عادتهم التى قررها القرآن .

– وفى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، تذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى رواه البخاري (مابين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبريي على حوضى) فعِش هذه السعادة الروحية التى هى أقرب إلى سعادة أهل الجنة برضوان الله – واستشعر الصلة الروحية بينك وبين الرسول الحبيب وأنه حريص علينا وبالمؤمنين رؤوف رحيم عزيز.

سلِّم عليه وصلِّ عليه وادع الله أن يجازيه عنا خير ماجازى نبياً عن أمته، وكذلك الخليفة الأول أبى بكر الصديق رضى الله عنه، وعمر بن الخطاب أمير المؤمنين، وادع الله أن يحشرنا مع هؤلاء النفر الكرام.

– وزر المشاهد فى المدينة والأحداث التى جرت عليها و التى غيرت وجه التاريخ وزر البقيع الذى يطوى أبطالاً أطهاراً وزر أُحد هذا الجبل الذى دارت عنده غزوة أُحد وتذكر ما فيها من عبر ودروس.

وهكذا عش تلك الفترة من السيرة العطرة بذكرياتها الطيبة التى تمنحك الزاد و العظة و العبرة التى أنت فى أشد الحاجة إليها وأنت تسير على طريق العودة إلى رب العباد.

_____________________________________

المصدر: بتصرف عن مدونة إيمان قلب لصاحبتها بسمة الرنتيسي

 

 

مواضيع ذات صلة