المحيي المميت.. من تكامل المتناقضات في كتاب الله ج3

سبحان ربي.. المحيي المميت

أ.د. عمرو شريف

المحيي المميتبزغ الوجود (كما نعرفه) منذ قرابة 13.7 مليار عام، ونشأت أرضنا منذ 4.5 مليار عام، واحتاجت مئات الملايين من الأعوام حتى بردت ودبت فيها الحياة منذ قرابة 3.7 مليار عام. وكما كان الوجود ضيفاً جديداً تماماً على العدم المطلق، كانت الحياة ضيفاً جديداً تماماً على الوجود غير الحي.

تُظهر النظرة المتأملة للوجود أنه ينقسم إلى وجود حي ووجود غير حي، كما تُظهر تناوب عمليتي الإحياء والإماتة في دورة الطبيعة؛ فالكائنات الحية بعد موتها تتحول إلى غازات تختلط بالهواء وتراب يختلط بمادة الأرض.

المحيي المميت.. قدرة إلهية تحرك دورة الطبيعة

ومن عناصر تراب الأرض وغازات الهواء تتكون أجسام الكائنات الحية النباتية والحيوانية، لتعود مرة أخرى بعد موتها لتختلط بالهواء والتراب، وهكذا…

 وقد عبر الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري عن ذلك المعنى في بيته الشعري الحكيم المأثور:

خفف الوطء ما أظن أديم          الأرض إلا من هذه الأجساد

ألا يحتاج قيام منظومتي الإحياء والإماتة في الوجود إلى موجد مدبر، قادر على تنظيم وتفعيل هذه الدورة، إله يتصف بأنه ” المحيي” ” المميت”؟

لقد عبر القرآن الكريم عن هذه القدرة بقوله: “ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ” (الروم:19).

______________________________

المصدر: بتصرف يسير عن كتاب/ الوجود رسالة توحيد، نيوبوك للنشر، القاهرة، ط1، 2015

مواضيع ذات صلة