سجود المرأة لزوجها.. فهمٌ خاطئ وإهانةٌ غير واردة!

هل أقر الإسلام سجود المرأة لزوجها وأمر به وحث عليه؟.. أم في الأمر سوء فهم يحتاج لتصويب؟

أ.د. أحمد شوقي إبراهيم

تقول الشبهة:

إهانة المرأة

هل تعمد حديث النبي عن سجود المرأة لزوجها إهانة المرأة وإنزالها في مرتبة دون الرجل؟

يقول رسول الإسلام: (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها). و في هذا إهانة للمرأة، وتمييز بينها وبين الرجل بما ليس فيه عدالة، فإن العدل يحتم المساواة.

الرد: تقوم الشبهة على فكرة لا وجود لها، وهي أن هذا الحديث أهان المرأة وحقرها أمام الرجل، وتنهار الشبهة بالرد الآتي:

خلق الله الخلق وأنزل لهم وحيا من السماء ليسيروا على هداه، وليفعلوا ما يأمرهم الله به، وينتهوا عما نهى عنه، وما دام الله هو رب كل شيء، فإن أمره واجب التنفيذ دون مناقشة أو تردد أو شك، وإنما يقع الاعتراض على أوامر الوحي لسببين:

السبب الأول: عدم إيمان المعترض بأن هذا الأمر من عند الله، بأن دخل في نفسه شك أن هذا القرآن ليس من عند الله، وأن هذا الحديث ليس منسوبا للنبي صلى الله عليه وسلم على وجه التحقيق.

وهذا الشك العارض يزول بمجرد ثبوت صحة نسبة الوحي لله تعالى بطريق صحيح، كالتواتر في نقل القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عز وجل، وصحة أسانيد الأحاديث المنقولة عن النبي، فحينئذ يسلم المعترض بأمر الله ويلتزمه ويعمل به ويرضى.

السبب الثاني:  أن يكون الأمر الرباني غير موافق لهوى المعترض، وهنا لا يكون الشك في صحة الوحي عن الله هو السبب، فالمعترض يحكم هواه الشخصي في الوحي، وبذلك يزعم الضال أن الله ليس من حقه أن يأمر وينهى على هذا الوجه، وهذا النوع يرفض الوحي والأمر من الله أصلا.

سجود المرأة لزوجها.. فهمٌ خاطئ لصيغة الحديث

وبما أن الحديث الذي نحن بصدده: (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها). رواه الترمذي وهو حديث صحيح، فواجب الإيمان به والعمل بمقتضاه.

أما القول بأن هذا الحديث فيه إهانة للمرأة، فهو سخف لا يستند لشيء من الصحة أو المنطق أو الفهم السليم؛ لأننا لو طبقنا هذا المنطق على كل أمورنا فإنها ستختل، فإذا قلنا: إن إلزام الموظف باحترام مديره، وتنفيذ أوامره وألا يفعل شيئا في العمل إلا بإذنه، وألا يترك العمل في وقته الرسمي إلا بإذنه، يعد إهانة للموظف وتمييزا وعنصرية.. إلخ لاتهمنا بالجهل والسخف ونقصان العقل، ولو قلنا بأن إلزام الابن بطاعة أبيه وتقبيل يديه وتقديم رغبة أبيه على رغبته إذلال للابن وتحقير ومهانة وتمييز فهو خطأ منا، وقس على ذلك الأمور الكثيرة.

ثم إن الحديث لم يأمر الزوجة بالسجود لزوجها، وإنما قال النبي: (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها). فأين الإهانة هنا؟؟ إن مقصد النبي من ذلك توضيح حق الرجل على المرأة وتبيين عظمه. فليس في الحديث مهانة للمرأة.

_________________________________________

المصدر: موسوعة الرد على الشبهات والافتراءات الموجهة ضد الإسلام، أ.د. أحمد شوقي إبراهيم، الجزء الثالث، الطبعة الثالثة، 2014.

مواضيع ذات صلة