رودريجز.. أسلمت واحتفظت باسمي.. الإسلام ليس للعرب فقط!

يعتبره البعض أشهر مسلمي البرازيل.. فملامحه ليس من السهل أن تُخطأ كونها ليست عربية.. خاصة عندما يتحدث بلغته العربية السليمة.. وبشاشة وجهه تعطيك إشارة خضراء لمجالسته والحديث معه والتعرف على قصته المثيرة للتأمل.. والتي بدأها وعمره خمسة عشر عاما فقط.. إنه الشيخ (رودريجز) من دولة البرازيل.. والذي مُنح له المجال ليتحدث عن قصة بحثه عن الإسلام بنفسه…

إعداد/ فريق التحرير

الإسلام

بدأت رحلة بحثي عن الحقيقة ودين الله الواحد وعمري 15 عاما!

اسمي (غودريجو رودريجز) برازيلي الجنسية.. ولدت لأبوين كاثوليكيين غير متدينين ولكنهما حريصين على ممارسة الشعائر الأساسية وحضور المناسبات الدينية في الكنيسة.. ونشأت على اتباع تعاليم ديانتهما.. لكنني ما كنت أعلم لماذا وجدت؟ ولا الغاية من حياتي؟.. ولا ما هي أهدافي؟.. فقط آكل وأشرب وأنام.. وتنتهي حياتي بالموت!!!

ما اقتنعت يوما بأن الإله له ولد أو أنه تجلى في جسد بشري.. كنت حينها في الخامسة عشر من عمري وكنت دائما ما أعارض القساوسة وأسألهم: كيف يمكن لهذا أن يحدث؟!

رحلة بين الديانات قبل الإسلام

قرأت كثيرا في الإنجيل.. وكنت كثير السؤال وما كانت يوما الإجابات مقنعة لي.. فتركت المسيحية وقرأت (العهد القديم) وذهبت إلى أتباع الديانة اليهودية وطلبت منهم أن أكون يهوديا، فسألوني: هل أباك وأمك يهوديين فأجبت بالنفي.. ففاجئوني بأنني لا يمكن لي اعتناق اليهودية إذا كانوا كذلك.. وكأن اعتناق اليهودية بالوراثة!!!

فتركت اليهودية وبدأت في البحث في الديانات الشرقية كالبوذية وغيرها.. ووجدتهم يعبدون كل شيء إلا الله تعالى! فذهبت إلى معابدهم ووجدت بعضهم يسجدون ويقدسون بعض التماثيل.. فكما دخلت خرجت.

بداية معرفتي بالإسلام

كانت بداية معرفتي بالإسلام أثناء فترة حرب الخليج الأولى.. وعندما سألت عنه أُجِبت بأنه دين هؤلاء القوم الذين يحارب بعضهم بعضا!!!، كما لفت نظري في الإعلام الغربي تحدثهم عن الإسلام بعد ذكر الحديث عن العنف والإرهاب.. وكأنه ملازم لتلك الصفات.

قلت: إذا لابد وأن أقرأ عن هذا الدين لأكتشف كنهه.. وأنا لدي خلفية إعلامية تقدمه على أنه دين الحروب ودمار البشرية.. بالفعل حصلت على نسخة مترجمة لمعاني القرآن الكريم.. وبدأت بقراءة سورة البقرة.. وما استطعت الوصول لإحساس واضح بخصوصها.. فقلَّبت في المصحف وقرأت سورة الرعد واستوقفتني الآية الحادية عشر: “… إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ…” وأجبتني الآية بشدة.. وشعرت أن لهذا الكتاب معانٍ مختلفة.. فأعدت القراءة من جديد من بداية المصحف.

وصلت لسورة الأنعام وقرأت حتى قول الله تعالى: “أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ…” (الأنعام:90).. وهي الآية التي جعلتني أقرر اعتناق الإسلام.. وقتها شعرت أن رسالة القرآن  ليست رسالة النبي محمد فقط ولكنها رسالة عيس وموسى عليهما السلام.. يا ليت قومي يعلمون أن القرآن ليس كتاب هداية فقط لنا نحن المسلمين ولكه كتاب هداية لكل البشر.

وبوعي مميز يتحدث (رودريجو) أنه نعم اعتنق ديانة جديدة وغيَّر معتقداته وكثير من المبادئ.. لكنه ظل (روديجو).. ظل محتفظا باسمه لم يغيره.. قائلا: لم أشأ تغيير اسمي لاسم آخر عربي.. فالإسلام لم يأتِ للعرب فقط لكنه دين لكل البشرية.

تجول (رودريجو) في عدد من البلدان العربية طالبا للعلم الشرعي حتى استقر به المقام في إحدى جامعات المملكة العربية السعودية.. دارسا للعلوم الشرعية مدة خمس سنوات، ومتعلما للغة العربية.. ثم بعدها عاد إلى البرازيل داعيا إلى الله عز وجل على بصيرة ونور وهدى من الله تعالى.

للاستماع لنص الحوار كاملا يمكن متابعة الفيديو التالي:


المصدر: لقاء حواري ضمن سلسلة حلقات برنامج (بالقرآن اهتديت) بصحبة الداعية الشيخ/ فهد الكندري

مواضيع ذات صلة