تحريم الميتة ولحم الخنزير بين الدين والعلم

أخبرنا الحبيب (صلى الله عليه وسلم) بأن الله سبحانه وتعالى حرم علينا من ضمن بعض أشكال اللحوم المحرم أكلها.. أكل لحم الميتة، ولحم الخنزير .. لما تسببه من أضرار على صحة الإنسان.

الخنزير

حرمت الشريعة الإسلامية لحم الخنزير وجميع مشتقاته وجاء العلم الحديث ليثبت ما في هذا الكائن من مضار بالغة.

وجاء العلم الحديث اليوم ليثبت بالتجارب والحقائق العلمية أن دماء هذه الحيوانات ولحومها تشكل بؤرا لتجمعات هائلة من الكائنات الدقيقة الفتاكة بالإنسان.

فمن أين اطلع محمد (صلى الله عليه وسلم) على هذه الحقائق العلمية؟ أيمكن أن يتكلم بشر عن هذه الحقائق الدقيقة منذ أربعة عشر قرنا من الزمان؟ اللهم إلا أن يكون كلامه وحيا يأتيه من عليم خبير بخلقه، حتى يرينا سبحانه آياته فنعرف أنها من ربنا فنحمده على ما من به علينا من تشريع وتكليف.

قال تعالى: “وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ” (النمل:93).

الإعجاز العلمي في تحريم لحوم هذه الحيوانات يحدثنا عنه الأستاذ الدكتور عبد الجواد الصاوي – الباحث بهيئة الإعجاز العلمي – فيقول:

أولا: بالنسبة لتحريم الميتة

تنتقل الكائنات الدقيقة للإنسان عن طريق أكل لحوم الحيوانات الخازنة والمصابة بها، لذلك حرم الإسلام التعامل معها، وسماها الخبائث في قوله تعالى: “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (الأعراف:157)، وتعتبر لحوم الميتة والدماء المسفوحة هي أول الخبائث التي حرمها الله لقوله تعالى: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ…” (المائدة:3).

ولقد تحقق ضررها علميا وظهر خطرها على حياة الإنسان، وذلك لأن احتباس دم الميتة في عروقها المتشعبة ضمن أنسجتها ييسر للجراثيم التي تعيش متطفلة على الحيوان في الفتحات الطبيعية والأمعاء والجلد، وأن تنتشر بسرعة وسط اللحم من خلال السائل الزلالى في الأوعية والعروق، كما قد يكون موت الحيوان يسبب مرضا معينا فينقل جرثومة المرض إلى الإنسان، كما في مرض السل.

وقد حرم الله أيضا الميتة بسبب الاختناق أو بسبب الرض، سواء كان ذلك الرض بالوقذ أو التردي من مكان عال، أو بواسطة النطح من حيوان آخر، إضافة إلى ما ينتج عن احتباس دماء هذه الميتة في أنسجتها من أخطار فإن الاختناق يزيد من سرعة تعفن الجثة، والرض يسبب انتشار الدم تحت الجلد وداخل اللحم والأنسجة في الأماكن المرضوضة.

أخطار تناول لحم الخنزير

يصف الله سبحانه لحم الخنزير بأنه رجس، والرجس هو الشيء القذر، فالخنزير ينقل إلى الإنسان كثيرا من الكائنات الدقيقة الخطرة، حيث يصاب الخنزير بعدد كبير من الأمراض الوبائية لاتقل عن 450 مرضا، ويقوم بدور الوسيط لنقل أكثر من 75 مرضا وبائيا للإنسان، غير الأمراض العادية الأخرى التي يسببها أكل لحمه مثل: تليف الكبد وعسر الهضم، وتصلب الشرايين، وتساقط الشعر، والعقم، وضعف الذاكرة علاوة على أن آكله يصاب بالتبلد الشعوري، وعدم الغيرة على محارمه.

وينتقل أكثر من (16) مرضا من الخنزير إلى الإنسان عن طريق تناول لحمه ومنتجاته، أهم هذه الأمراض: الحويصلات الخنزيرية، والحمى المتموجة، والدودة الكبدية، والسل، وداء اليرقات الشريطية، وغيرها من الأمراض.

كما ينتقل عن طريق المخالطة والتربية، والتعامل مع منتجات مخلفات الخنزير (32) مرضا أهم هذه الأمراض: الجمرة الخبيثة، الحمى القلاعية، والتسمم الدموي، الحمى اليابانية، الجرب الغائر، وغيرها من الأمراض.. كما ينتقل (28) مرضا عن طريق تلوث الطعام والشراب بمخلفات الخنزير.

مواضيع ذات صلة