إذا حاورت ملحدا.. تدرَّع في المناظرة بعشرة دروع! (الجزء الثاني)

أحد أهم خطط الملاحدة في التشغيب على العقل المسلم والتشويش على الحقائق لديه، هو استعمال طريقة العموميات والتعميمات. ماذا أقصد بهذا الكلام؟؟ طريقة العموميات أقصد بها أنّ الملحد يستعمل الكلمات بمعناها العام المقبول لدى جمهور الناس، ويرفض تحليلها والدخول في تفاصيلها؛ لأنّه يدرك أنّ هذا التفصيل للكلمات وتحديد المعاني المرادة منها بالضبط أثناء الحوار و المناظرة سيهدم عليه أفكاره وينقض له بناءه الإلحادي…

(مقتطف من المقال)

المناظرة

لا تغتر بالمصادر التي يذكرها الملحد أثناء حواره ومناظرته، فهم يفترون الكذب وهم يعلمون، وبعضهم الآخر يجهل ما ينقل، بل يلجؤون إلى عملية القص في القرآن، وفي الحديث مع الاستشهاد بالضعيف والموضوع

نور الدين قطيط

6- لا تنخدع ولا تهولك كثرة تشقيق الملاحدة للكلمات ورفعهم الدائم لشعارات براقة، مثل: عقل، دليل، علم، لقد درسنا وبحثنا، وعلماء العالم كلهم متفقون على كذا.. إلخ، فهم بهذا ينشدون صدمتك النفسيّة، لكي يعجز عقلك عن التفكير وبالتالي يتشرّب طروحاتهم وشبهاتهم. أي أنهم يمارسون إرهابًا نفسيًّا.

وهذا خطة مارسوها قديمًا مع المسلمين، لكي يشككوهم في الإسلام. ولهذا خلّد الله تعالى هذا الموقف في القرآن لكي يعتبر به المؤمن، فقال حكاية عنهم: “وقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ واكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” (آل عمران:72).. فكن واثقًا بدينك وعقلك. فأنت تنتمي إلى الحق المطلق.

7- كن على يقين أنّ الوحي الرباني والمنهج الإسلامي يستحيل أن يناقض عقلًا صريحًا أو علمًا ثابتًا. فالوحي كلام الله، والعقل خلق الله، ولا يمكن أن يتناقض كلام الله مع خلقه. ولهذا قال الحق: “فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ولَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” (الروم:30).

كما أنّ الله تعالى نبّه على عمق الانسجام بين الوحي والعقل بقوله: “فَإِذَا سَوَّيْتُهُ ونَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي” (الحجر:29). أما إذا صادفت ما يوحي بالتناقض بين معطيات الوحي ومعطيات العقل وفروعه، فاعلم أنّه ليس تناقضًا حقيقيًّا، بل هو بسبب نقص في المعطيات: إما أنّ المعطى الديني الذي اعتمدت عليه ليس صريحًا بل محتملا، أو ليس صحيحًا بل ضعيفًا (في حال أحاديث السنة)، أو مجملا وليس مفصلًا، أو مقيّدًا وليس مطلقًا. وإما أنّ المعطى العقلي الذي اعتمدت عليه ليس كاملًا في مقدماته، أو ليس صحيحًا في بعض أجزائها، أو أنّه نظرية لا ترقى إلى اليقينيّة العلميّة.. إلخ.

وإنّما ينبغي أن تفهم أنّه يستحيل وجود تناقض بين صحيح المنقول وصريح المعقول؛ لأنّ اعتقادك أنّ الخالق إله كامل كمالا مطلقا: علما، حكمة، قدرة، رحمة.. إلخ، يحتّم عليك أن تعتقد أنّه يستحيل أن يتضمن وحيه ما يتناقض مع العقل البشري الذي ما خلق الوجود إلا لأجله.

8- أحد أهم خطط الملاحدة في التشغيب على العقل المسلم والتشويش على الحقائق لديه، هو استعمال طريقة العموميات والتعميمات. ماذا أقصد بهذا الكلام؟؟ طريقة العموميات أقصد بها أنّ الملحد يستعمل الكلمات بمعناها العام المقبول لدى جمهور الناس، ويرفض تحليلها والدخول في تفاصيلها؛ لأنّه يدرك أنّ هذا التفصيل للكلمات وتحديد المعاني المرادة منها بالضبط أثناء الحوار والمناظرة سيهدم عليه أفكاره وينقض له بناءه الإلحادي.

 ولهذا احرص أيها المؤمن على عدم الانخداع بالعموميات، بل طالبه دائما بتحديد الكلمات بمعانيها اللغوية والاصطلاحيّة، وهذا ما يسميه علماؤنا بالسبر والتقسيم، أي تفكيك الكلمات لقبول ما فيها من الحق ورد ما فيها من الباطل.

 أما طريقة التعميمات فأقصد بها، أنّ الملحد يأخذ الكلمة التي تشمل بمفهومها العام مجموعة من المعطيات، ثم يركز على باطل بعض تلك المعطيات ليسحبه على جميعها، مثل: كلمة دين. فهذه الكلمة تشمل الاسلام، المسيحية، اليهودية، البوذية.. الخ، والملحد حين يريد خداع نفسه وخداع المؤمن يأخذ معطيات المسيحية أو البوذية مثلا ويضفيها على الاسلام بسبب أنّ المسيحية دين والاسلام دين إذًا هما سواء، ولهذا كن حذرًا أثناء الحوار من التعميمات، ووافقه على أنّ هذه الكلمة تشمل الجميع، لكن خصائصها وحقائقها تختلف من دين إلى آخر.

طالع أيضا:

إذا حاورت ملحدا.. تدرَّع في المناظرة بعشرة دروع! (الجزء الأول)


المصدر: بتصرف يسير عن شبكة الألوكة الشرعية

مواضيع ذات صلة