باختصار.. نظرية التطور في سطور

لا تستهن بعبارة ريتشارد دوكنز؛ فهي تؤسس لمدرسة كاملة تهمش الفكر وتُغيب الإرادة الحرة، بحيث تصبح جاهزا لتقبل أي شيء دون مساءلة، ومن ذلك نظرية التطور…

محمد صالح الهبيلي

نظرية التطور

بماذا تفكر حين تسمع (نظرية التطور)؟؟

بماذا تفكر حين تسمع (نظرية التطور)؟؟

حقيقة علمية؟

خدعة؟

إلحاد؟

مهما كانت هذه المعرفة: ضعها جانبا الآن..

قم بعمل (فورمات) للذاكرة، وامسح كل ما تعرفه عنها سابقا، ودعنا نبدأ من الصفر!!!

يقول الفكر المادي: إذا رأيت حديقة جميلة فلا تسأل كيف جاءت، بل استمتع بها فقط!!

ويؤكد ذلك رأس الداروينية اليوم ريتشارد دوكنز، قائلا في إحدى مناظراته: (السؤال “كيف؟” عن الحياة مهم، لكن السؤال “لماذا؟” سخيف جدا).

وحُق له أن يقول ذلك؛ لأن التأمل خطير جدا على الفكر المادي أو الإلحاد التطوري.

لا تستهن بهذه العبارة، فهي تؤسس لمدرسة كاملة تهمش الفكر وتُغيب الإرادة الحرة، بحيث تصبح جاهزا لتقبل أي شيء دون مساءلة، ومن ذلك نظرية التطور!!

نظرية التطور.. حقيقة علمية أم مجرد فرضية؟

أكثر ما يغضب الداروينية أن يُنظر للتطور بصفته نظرية قابلة للشك والتمحيص.

هل تعلم لماذا؟

لأن التساؤل يضع النظرية في خطر.

لذلك يبدو جليا أن السبيل الوحيد لبقاء النظرية هو فرضها كحقيقة علمية، ولو بالقوة!!.

وهي كذلك من عدة أوجه، لكن..

لنكن صريحين..

نظرية التطور بمفهوم الداروينية الجديدة تعني التطور الكبير أو تغيير الأنواع.

هذا هو قلب النظرية ومثار الجدل فيها.

دعونا الآن نتناول الموضوع بشكل بسيط ومفهوم للقارئ سواء المتخصص أو حتى غير المتخصص، بعيدا عن المصطلحات العلمية المفخمة التي تُحشر في الذهن لكي تجعلنا نردد (لابد وأنها صحيحة).

نظرية التطور باختصار شديد هي: تفضيل صفات على أخرى بما يتناسب مع البيئة المحيطة عن طريق الاصطفاء الطبيعي، وعليه فإن الكائنات التي تحمل هذه الصفة المفضلة تكون لديها فرصة أكبر للتكاثر والبقاء.

كلام جميل ومنطقي جدا..

بما أن الاصطفاء الطبيعي يقتصر على اختيار الصفة المناسبة بين مجموعة من الصفات الموجودة سابقا، فمن الطبيعي أن يكون السؤال الثالي: من أي جاء هذا التنوع في الصفات؟؟؟

________________________________________

المصدر: التطور/ نظرة تاريخية وعلمية (وقفات من ذاكرة نشأة التطور وإلى اليوم)، محمد صالح الهبيلي، مركز دلائل، الطبعة الثانية

مواضيع ذات صلة