العنب.. أغنى الفواكه فائدة على الإطلاق!

على أعتاب شهر الخير.. لا يخلو منزل من العنب المجفف أو الزبيب لتزيين الحلويات، أو للتناول كنوع من التسالي بعد الإفطار.. فهل نعلم أن فاكهة العنب ورد ذكرها في كتاب الله تعالى بشكل كبير ومميز؟؟.. وهل ندرك ما لهذه الثمرة من فوائد جمة سواء كانت على وضعها الطبيعي أو مجففة؟.. معلومات هامة يقدمها المقال التالي[1]

العنب

لنبات العنب ألوان متنوعة.. منها الأخضر والأحمر والأسود.

ورد ذكر العنب أحد عشر مرَّة في عشر من سور القرآن الكريم هي: سور الإسراء، عبس، البقرة، الأنعام، الرعد، النحل «ذكر فيها مرتين»، الكهف، المؤمنون، يس، النبأ، ونورد هذه الآيات فيما يلي:

كلمة «عنب»: قال سبحانه: “أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا﴾ (الإسراء:91).

كلمة «عنبًا»: قال تعالى: ﴿فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْبا﴾ (عبس:27-28).

كلمة «أعناب»: قال جلَّ وعلا: ﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾ (البقرة:266).

﴿وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآياتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (الأنعام:99).

﴿وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ (الرعد:4).

﴿يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل:11).

﴿وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ والأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ (النحل:67).

﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا﴾ (الكهف:32).

﴿فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ (المؤمنون:19).

﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ﴾ (يس:34).

﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازا. حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا﴾ (النبأ:31).

والعنب هو ثمر شجر الكرم وهي عبارة عن نبتة متسلقة معمرة ذات سيقان منتصبة زاحفة وحوالق وأوراق كفِّية الشكل وعناقيد من الأزهار الصغيرة الخضراء اللون تتحول إلى عناقيد من الثمر والمعروف بالعنب والتي يتفاوت لونها بين الأخضر والأصفر والعنابي والبنفسجي والأسود، كما يتفاوت شكلها فمنها الحبات الطويلة والحبات الصغيرة بدون بذر والحبات الكبيرة المدورة ويعتبر العنب من الفواكه ذات القيمة الغذائية والعلاجية.

العنب علاج.. ووقاية

1- يساهم العنب في خفض الضغط المرتفع فهو يعتبر مدرًا للبول لاحتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم. العنب في القرآن الكريم.

2-يحد استهلاك العنب من الإصابة بالإمساك كما أنه يسهل البطن ويفضل استخدامه كمسهل للأطفال، كما يقدم عصير العنب للكبار وللصغار وهو ناجح بشكل جيد للأطفال حيث يعتبر عصير العنب علاجا ناجحًا في حالات الإمساك حيث يقوم العنب بعملية التنظيف للبطن وتسهيل حركة الأمعاء.

3-يخفض الحموضة وخصوصًا الحموضة التي تنتج من عملية عدم سهولة الهضم أو عسر الهضم حيث يحتوي العنب على العديد من الأحماض الطبيعية، حيث يعادل أو يشابه الحليب وهو أسهل من الحليب في الهضم.

4- يساهم العنب في الحد من الإصابة بالسرطان حيث تشير الأبحاث إلى أنَّ البلاد التي يكثر فيها إنتاج العنب تكاد تكون فيها أمراض السرطان منخفضة بل معدومة لأن العنب يحتوي على العديد من العناصر الغذائية التي تساهم في إخراج المواد المسرطنة الجذور الحرة وتطرحها خارج الجسم حيث يحتوي العنب على العديد من الفيتامينات والمعادن مضادات للأكسدة مثل فيتامينات [أ.ج] وبعض العناصر المعدنية كما يحتوي العنب على الألياف الذائبة وغير الذائبة.

5- للعنب قيمة علاجية عالية وخصوصًا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات أو ضعف في الكلى حيث يحتوي العنب على نسبة جيدة من الماء والأملاح بكميات مناسبة كما أنه يسهم بشكل جيد في عملية تصفية الدم وتنقيته من السموم.

6- يعتبر العنب منشطًا قويًا لوظائف الكبد، كما أنه مفيد في حالات الإصابة بفقر الدم وفي حالات سوء الهضم إضافة إلى أنه يساعد في حالات سوء الهضم، البواسير، الحصاة الكبدية، النقرس والسل.

7- احتواء العنب على مقادير عالية من المواد السكرية سهلة الهضم والامتصاص يساعد على اكتساب طاقة حرارية مناسبة لذا ينصح به للرياضيين والأشخاص الذين يتطلب عملهم مجهودًا عضليًا وحركيًا.

العنب يقاوم هشاشة العظام:

تشير الأبحاث العلمية إلى أن مرض هشاشة العظام من الأمراض التي تنتشر بشكل كبير لدى السيدات حيث تفقد العظام قوتها وصلابتها عندما تبدأ في فقد الكالسيوم نتيجة انخفاض امتصاص هرمون الأستروجين من الطعام خاصة عندما تبلغ السيدات سن اليأس. إذ أن هرمون الأستروجين يعمل على زيادة امتصاص الكالسيوم وترسبه وإضافته إلى العظام وعندما ينخفض امتصاصه تفقد العظام الكالسيوم الذي يعتبر الوحدة الأساسية في بنائها. فالعنب يحتوي على معدن هام هو معدن البودون الذي يساعد على زيادة نسبة هرمون الأستروجين مما يقلل من التعرض لهشاشة العظام.

العنب والصناعات الدوائية:

يدخل العنب في الكثير من الصناعات الدوائية المستخدمة حاليًا مثل أدوية السعال والكحة والمضادات الحيوية لاحتوائه على مواد وعناصر أساسية فهو يحتوي على مواد سكرية بنسبة 15 بالمائة ويمثل الجلوكوز حوالي 7 بالمئة من هذه السكريات كما يحتوي العنب على مواد بروتينية ودهنية فيتامين «أ» وكذلك أملاح الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم ولا تقتصر فوائد العنب على الثمر فحسب بل تشمل أوراقه أيضًا حيث تحتوي على قيمة غذائية كبيرة فكل مائة غرام من أوراق العنب تحتوي على نسبة عالية من الماء والكربوهيدرات إلى جانب الفيتامينات والكالسيوم.

أثبتت التحاليل الطبية أن فاكهة العنب لها فوائد طبية وعلاجية عديدة أهمها: أنه يساعد على تنشيط الكبد وسلامة وظائفه وإدرار الصفراء بصورة منظمة. كما أن للعنب أثرًا فعالاً في تخفيض حمض الفوليك في الدم الذي يترسب في المفاصل والأطراف ويسبب الآلام وهو ما يعرف بداء الملوك أو النقرس كما أنه مفيد في طرد البلغم وتهدئة حدة السعال وعلاج لأمراض البرد والإنفلونزا والوقاية من آلام اللثة وتساقط الأسنان.

الاستخدامات والفوائد الطبية للزبيب:

الزبيب هو العنب المجفف، ويحتفظ الزبيب بمعظم خواص العنب الطازج بل يمد الجسم بسعرات حراريه أكثر من العنب الطازج حيث يعطى 010 غرام من الزبيب 268 كيلو سعرا حراريا بينما يعطى 100 غرام من العنب الطازج 68 كيلو سعرا حراريا فقط. وفي الحالات التي لا تسمح بتناول العنب أو العصير يمكن الاعتماد على الزبيب، فهو كبديل عنها.

ويؤخذ الزبيب في هذه الحالة كل ساعتين كما هو الحال في الغذاء بالعنب وللتغلب على الحلاوة الزائدة للزبيب المنقوع بالماء يمكن إضافة قليل من عصير الليمون إلى المنقوع. ومما هو جدير بالذكر أن الزبيب المجرد من البذور منشط جدا ومقو، وفيه الخصائص اللازمة لتسكين الالام ويساعد على شفاء أمراض الصدر والقصبة الهوائية وكذلك يساعد على تنشيط الكبد ويعالج أمراض المسالك البولية.

خلاصة القول:

إنَّ العنب من أغنى الفواكه على الإطلاق فائدة ومردوداً وإن له دوراً فعالاً في بناء الجسم وترميم أنسجته وإنه مفيد للرياضيين والعمال اللذين يعملون بمشقة يعينهم على استعادة قواهم ومرونة عضلاتهم وطاقاتهم بسرعة فائقة، وهذه الخصائص تنطبق على عصير العنب الطازج فقط أما العصير الجاهز المعلب فهو لا يحتوي على أكثر من 20% من عصارة العنب مضافا إليه الماء والسكر والألوان والنكهات الصناعية وما أدراك ما هذه النكهات والألوان.

الهامش:

[1] – إضافة المحررة

_________________________________

المصدر: شبكة نور الإسلام

مواضيع ذات صلة