تعارض نظرية دارون مع الكشوف العلمية الحديثة (2/2)

أ.د. عبد الخالق حامد السباعى

الإنسان والقرد

انحدار البشر من نسل القرود والشمبانزي هو الافتراض الثالث في نظرية التطور لدارون

ناقشنا بالمنطق العلمي الافتراضين الأول والثاني في الجزء الأول من المقال لكننا سنجد أن نظرية ‘دارون’ لازالت تستند على افتراض رئيسي أخير وهو الذي سنحاول مناقشته موضوعيًا وعلميًا فيما يلي:

الافتراض الثالث:

أن الإنسان ينحدر من نسل القرود والشمبانزي والغوريلا:

1ـ ولعل أول دليل على بطلان هذا الافتراض هو ما ثبت من عدم توافق التكاثر التناسلي بين الإنسان وأنواع القرود والشمبانزي والغوريلا. وهذا معناه في ضوء علمالتقسيم أن الإنسان نوع منفرد وراثيًا.

2ـ وقد حاول بعض علماء الأجنة مجاراة نظرية التطور فزعموا أن جنين الإنسان مزود بفتحات خياشيمية زائدة وأنها تمثل مرحلة تطور الإنسان من الحيوانات المائية مثل الأسماك ـ إلا أنه أخيرًا في العام 1959م استطاع العالم ‘راندل شورت’ Rendle short  الذي قضى حياته في دراسة تشريح جسم الإنسان ـ أن يثبت خطأ هذا التفسير وأثبت أن ما يسمى بفتحات خياشيمية ليست زائدة بل هي عبارة عن ثنيات في الأنسجة لازمة لتثبيت الأوعية الدموية في جنين الإنسان، وقد كان هذا التفنيد قاطعًا حتى إن ‘جوليان هاكسلي’ في كتابه عن التطور في صورته الجديدة قد اضطر للتسليم بما أثبته عالم التشريح ‘راندل شورت’.

3ـ نشر فريق علماء الأنثربولوجي المكون من عشرة مختصين بقيادة Tim white الأستاذ في جامعة كاليفورنيا بيركلي’ العام 1987م ـ نتائج دراساتهم المضنية لفحص 302 من هياكل وعظام الحفريات Fossils لما سمي ببقايا إنسان ما قبل التاريخ الذي يفترض أنه عاش في جنوب شرق أفريقيا منذ أكثر من 1,5 مليون عام، والذي يسمي Homo Habilis والذي كان يعتقد أن له صلة النسب في التطور بين الإنسان الحالي كما نعرفه وبين أجداده المزعومة من القرود أو الغوريلا أو الشمبانزي، وقد أثبتت نتائج دراسة الفريق الأمريكي أن ما سمي بإنسان ما قبل التاريخ يختلف تمامًا عن الإنسان الحالي لأن العظام قد أثبتت أنه يتحرك على أربع وأنه ليس منتصب القوام كالإنسان، كما أن طوله أقصر بشكل واضح، كما أن عظام الرأس وتجويف المخ تختلف تمامًا عن الإنسان الحقيقي، وقد اختتم فريق عليما الأنثربولوجي الأمريكي تقريرهم العلمي في العام 1987م بأن هناك فرقا شاسعًا يعكس فراغًا واضحًا زمنيًا وتشريحيًا من ناحية التطور بين ما سمي بإنسان ما قبل التاريخ والإنسان الحقيقي، وأنه من المقطوع به أن هناك تغييرًا دراميًا ضخمًا قد حدث نتج منه ظهور الإنسان على الأرض بحيث يصعب تصور ارتباط الإنسان الحقيقي بما يفترض أنه نشأ من نسلهم ـ حيث إن الإنسان الحالي متميز تمامًا ظاهريًا وتشريحيًا وسلوكيًا وعقليًا وقدرة وملكات عن أي كائن آخر.

4ـ أصل شعار البقاء للأصلح:

هربرت سبنسر

هربرت سبنسر

كان ‘دارون’ في نظريته يشبع ويعكس فكريًا معتقداته الاجتماعية والفلسفية التي اعتنقها كواحد ممن عاصروا وتتلمذاوا على يد الفيلسوف الإنكليزي Herbt Spencer  كما كان كل منهما يدين في فلسفته لفكر الفيلسوف الاقتصادي الإنكليزي Malthus 1766 ـ 1834م وهو من أوائل من تناولوا مشكلة ازدحام وتزايد السكان وتعبير الصراع من أجل البقاء والبقاء للأصلح فهي تعبيرات من وضع Spencer كتعبير عن فكرة في الفلسفة المادية اقتصاديًا واجتماعيًا، وإذا كان Spencer يعتقد أن المجتمعات البشرية تتزاحم بشكل مضطرد مما يضطرها للتنافس من أجل المستقبل، وأن هذا التنافس في نظره من المحتم أن يتحول إلى صراع، وأن الفوز في صراع البقاء سيكون للإنسان الأقوى والأفضل، سيكون عن ذلك بالصراع بين الخير والشر، وضرورة تنحي الشر ـ كما قام بتطبيق فكرة هذا التنافس الذي كان سائدًا في وقته بين الرجل الأبيض المتقدم وبين الشعوب الملونة المتخلفة ـ وكان من الطبيعي أن يرى أن الفوز في الصراع لا بد وأن يكون للشعوب البيضاء الأوروبية على الملونين المتخلفين لأنهم أفضل وأقوى ـ وهذه هي الفلسفة نفسها التي استخدمها الاستعمار البريطاني والأوروبي لتبرير احتلاله وحروبه الاستعمارية وراء البحار. كما كانت هي نفسها الخلفية الفلسفية في فكر ووجدان ‘دارون’ حين قام برحلته على ظهر السفينة Beagle ـ وكان من الطبيعي أن يحاول تعميم هذه النظرة الفلسفية عن الصراع من أجل البقاء على سائر الكائنات وأن يربط بين ما سجله من ملاحظات عن أوجه الشبه والخلاف بين الكائنات وبين نظرية البقاء للأصلح، فكانت نظريته عن أصل الأنواع والنشوء والتطور، وانضم إليه فيها زميله البريطاني المعاصر Wallace في ذلك الحين.

5ـ الخصائص الفردية المميزة لكل إنسان:

أثبتت دراسات البيولوجيا الجزيئية أن كل إنسان متميز عن الإنسان الآخر في صفات فردية لا تتكرر مثل بصمات أصابع اليدين والقدمين والحامض النووي DNA الذي أصبح أحد وسائل الأدلة الجنائية فضلاً عن تركيب الشعر ومجموعة الدم ونوع أجسام المناعة وبصمة الصوت والرائحة وهي كلها ثوابت لا تتكرر بين بلايين البشر, وهذا يقطع بعدم صحة افتراض أن الحياة والتطور كانا بعامل المصادفة ـ بل هي أدلة قاطعة على أن الإنسان من صنع الله الذي خلقه وجعل كل إنسان متميزًا مستقلاً ومسئولاً وميزه بملكاته وقدراته ليؤدي أمانة عمارة الأرض وإقامة الحضارة الإنسانية.

6ـ برهان جديد على أن الإنسان من صنع الله:

ولقد استحدث أخيرًا علم جديد هو: البيولوجيا الاجتماعية Socio Biology ويقود هذا الاتجاه Eyenge Steiner منذ العام 1969م وهو أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة ‘ييل’ في أميركا وقد أوضح أن الإنسان ليس وليد سلم التطور، بل إن العلم برهن على أن الإنسان له من المميزات البيولوجية والذهنية والنفسية والروحية التي تمنحه القدرة على الكلام والتفكير وترتيب الأسباب والاستنتاج المنطقي والمناقشة والتعارف والتعاون وتسخير غيره من الكائنات وصور البيئة لتكوين مجتمعات حضارية، كما أنه يتمتع بملكات الإبداع العلمي والأدبي والفني وكذلك يتمتع بمشاعر وصور التعبير عنها كما يستطيع التحكم فيها وفي سلوكه وعواطفه على أسس من النبل والأخلاق والمثل العليا، كما ينفر طبعه عن الشذوذ والسلوك غير الأخلاقي وهذه كلها صفات مميزة للإنسان عن كل الحيوانات والكائنات الأخرى، ولا أثر لها على ما يسمى بسلم التطور مما يقطع بعدم صلة النسب بين الإنسان والحيوان، وفي العام 1977م تبنى علماء جامعة ‘كاليفورنيا’ هذا العلم الجديد ونشر العالم الأمريكي Edward Wilson الأستاذ في جامعة ‘كاليفورنيا’ كتابه الجديد في هذا المجال، وقد انتهى فيه إلى أن ما نلحظه من تشابه بين الإنسان والحيوان في وحدات التركيب الخلوي والجزيئي رغم التميز القاطع للإنسان ـ هو الدليل الناصع على وحدة الخالق الأعظم.

7ـ “وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ” (الذاريات:21):

الخريطة الوراثية

رغم تماثل الكروموزومات في الشكل، إلا أنها تتفاوت في وظائفها ودورها في توريث مختلف الصفات.

في مارس 1989م نشرت مجلة Science الأميركية تقريرًا عن مشروع قومي ممول من وزارة الصحة الأميركية بميزانية قدرها ثلاثة بلايين من الدولارات ولفترة زمنية مقدرة بخمسة عشر عامًا ويهدف المشروع إلى وضع خريطة توضح مكنون التركيب الجزيئي للحامض النووي في جينات جسم الإنسان والمسئولة عن نقل صفاته الوراثية. وقد ذكر التقرير أن جسم الإنسان يحتوي على مئة تريليون خلية أي 1×10أس [14] من الخلايا الحية يحوي كل منها DNA في جينات كروموزومات النواة فيما عدا خلايا الدم الحمراء والتي لا تحتوي نواة منها، ومن العجب أن يتماثل DNA في الفرد نفسه من الإنسان في هذه الآلاف من البلايين من الخلايا ولكنها تختلف تمامًا عن أي إنسان آخر و DNA مع البروتينات والإنزيمات المتخصصة تكون الجينات التي بدورها تكون الكروموزومات الثابتة العدد في كل نواة تحتوي 46 كروزموزومًا.

ورغم تماثل الكروموزومات في الشكل، إلا أنها تتفاوت في وظائفها ودورها في توريث مختلف الصفات، وكل كروموزوم يمكن تمثيله بخيط طوله خمسة أقدام وقطره 5×10أس [ـ10] بوصة هل يمكن أن يحدث كل ذلك مصادفة وتلقائيًا؟

ويستطرد التقرير ليوضح أن خلية بكتريا E Col يحوي جزيء DNA فيها 4,5 مليون وحدة من الأحماض الأمينية ـ أما جينات الإنسان فتحوي كل منها 3 بليون وحدة ـ وعدد البنات في الإنسان تبلغ 100,000 مئة ألف من الجينات لكل كروموزوم. ولم يتيسر حتى الآن التعرف إلى أكثر من 4500 من تلك الجينات ومن بينها أمكن تحديد موقع 1500 جين فقط على الكروموزمات المختلفة ـ أي أننا أمامنا أمد طويل لنفهم مجرد تركيب خلايا الإنسان ورسم خريطة كاملة لها ـ أفليس ذلك أدعى لأهل العلم أن يتواضعوا لقدرة الله الخالق البارئ المصور وهم بحكم علمهم أكثر الناس معرفة بتلك القدرة الفائقة ـ وصدق الله العظيم فقال: “وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ“.

وإذا كنا لا نستطيع أن نزعم أن مصنعًا للتكنولوجيا الحيوية قد ظهر مصادفة وبصورة تلقائية في مكان ما وأصبح مستمرًا في إنتاجه من دون العقل المدبر أو قوة الطاقة القادرة فكيف لا يهزنا خلق الله في أنفسنا وفيما حولنا وكل ذلك دليل على قدرته وتدبيره وهل يستساغ بعد ذلك أن نركن إلى القول: إن الحياة والإنسان كانا وليدي المصادفة.

8ـ ماذا قال العلماء عن نظرية التطور:

معروف أن ‘ألبرت أينشتين’ 1879 ـ 1955م هو صاحب قوانين النسبية منذ العام 1905م، وما ارتبط بها من تحديث قوانين الطاقة وميكانيكا الكم الدقيق والطبيعة النووية، وإن تلك القوانين تؤكد على أن صور ومقدار الطاقة في الكون محكومة بقوانين كمية ثابتة يمتنع معها حدوث أي تفاعل تلقائي أو مصادفة، ولذلك فقد كان ‘أينشتين’ العالم الألماني الذي هاجر إلى الولايات المتحدة هربًا من النازية، كان دائمًا حريصًا على الإيمان بالأديان والكتب السماوية وقال: إن تعاليم التوراة والإنجيل هي الملاذ الذي يجب أن يلجأ إليه الإنسان حتى لا يضل طريقه وهدفه في الحياة, وحديثًا نجد عالم الكيمياء الأميركي Linus Pauling والأستاذ بجامعة كاليفورنيا بيركلي والحائز على جائزة نوبل عامي 1953م ـ 1962م طوال حياته بالإضافة إلى جانب منجزاته المعروفة في نطاق الروابط الكيميائية متفانيًا في العلم من أجل السلام وتحريم الأسلحة النووية حفاظًا على سعادة الإنسان وحضارته ـ وقد ذكر في احتفال أقامته له الجمعية الكيمياوية الأميركية عام 1983 أنه يهتم بالعمل على التقدم المستمر للمعرفة الإنسانية وأنه يعتبر أن هدف المعرفة يجب أن يكون معرفة الله بعيدًا عن أي طواغيت وأنه بذلك يمكن أن يتحقق الالتقاء بين العلم والدين لضمان تحقيق عالم أفضل.

ماكسويل

العالم الأمريكي ماكسويل

أما العالم الأميركي Maxwell فقد ذكر في كتابه ‘العلم يعود إلى الله’ 1970م أن نظرية ‘دارون’ قد استنفدت أغراضها في زمن إعلانها، حيث كان يسود فكر العصر الفيكتوري في إنكلترا ـ ولما كانت شتى العلوم قد استحدثت فيها الكثير من الإضافات العلمية التي تميزت معالمها ولم تقف عندما كان معروفًا في أوائل القرن التاسع عشر وقياسًا على ذلك فإنه لابد من مراجعة مدى سريان نظرية التطور لأنها قد أصبحت لا تتلاءم مع مستحدثات العلم في القرن العشرين فضلاً عن مطلع القرن الواحد والعشرين.

كما أن عالم الطبيعة البيولوجية الأميركي Morowitz العام 1979م، قد كتب أنه أمر مخزٍ للإنسان أن يسرح بذهنه ليتصور أنه من سلالة قرد عريان غير عاقل. ويضيف: أنه لذلك كانت طبيعيًا أن القس البريطاني Widerforce حين اشترك في مناظرة عن نظرية ‘دارون’ للتطور أمام ‘جوليان هكسلي’ الكاتب والفيلسوف البريطاني الملحد كان طبيعيًا أن يستطرد القس في مناقشته فيسأل ‘هكسلي’ ترى هل كان عن طريق جده لأمه أم جده لأبيه ما اتصل بنظرية ‘دارون’ من أن أصله من نسل قرد؟

ويعلق ‘مورفيتز’ أنه من المؤلم أن يظل الإنسان الذي أقام الحضارة وأضاف الكثير من المبتكرات والتكنولوجيا ـ تحت وطأة أنه من سلالة قرد أبله، ويضيف أن الإنسان المادي الذي لم يسعده عالمه المادي، في حاجة الآن إلى أن يعود ويقرن عالم الروح بالمادة ليصبح إنسانًا غير حيوان.

ولعل هذا اليقين هو ما دعا العالم الأميركي Cressy Morrison A. الرئيس السابق لأكاديمية العلوم في نيويورك وعضو المجلس التنفيذي لمجلس العلوم القومي بالولايات المتحدة إلى إصدار كتابة ‘الإنسان لا يقف وحده’ العام 1944م، وذلك ردًا على كتاب ‘جوليان هكسلي’ ‘الإنسان يقوم وحده’.

أما العالم الأميركي Maxwell فقد ذكر في كتابه ‘العلم يعود إلى الله’ 1970م أن نظرية ‘دارون’ قد استنفدت أغراضها في زمن إعلانها، حيث كان يسود فكر العصر الفيكتوري في إنكلترا ـ ولما كانت شتى العلوم قد استحدثت فيها الكثير من الإضافات العلمية التي تميزت معالمها ولم تقف عندما كان معروفًا في أوائل القرن التاسع عشر وقياسًا على ذلك فإنه لابد من مراجعة مدى سريان نظرية التطور لأنها قد أصبحت لا تتلاءم مع مستحدثات العلم في القرن العشرين فضلاً عن مطلع القرن الواحد والعشرين.

وهكذا فإننا نجد أن نظرية ‘دارون’ وهي إحدى معالم فكر القرن التاسع عشر أصبحت غير قابلة لأن تستمر أساسًا لتدريس علوم الحياة والبيولوجيا الجزيئية ـ وإذا أضفنا إلى ذلك أن تلك النظرية قد استغلتها الاتجاهات الفلسفية الإلحادية والمادية والجدلية وبخاصة الشيوعية والوجودية … إلخ، لدعم معتقداتهم المادية التي تنكر الجانب الروحي والديني ـ فإن علمنا الآن بأن العالم يراجع تلك النظريات المادية والشيوعية وبعد أن ثبت فشلها في عقر دارها، يضيف: علينا عبء أكبر في ضرورة مراجعة خلفياتنا العلمية والفلسفية حتى لا نتمسك بما قد ثبت بالدليل القاطع بطلانه علميًا.

وقد أسيء استخدام نظرية التطور حتى في مجال الإنتاج الزراعي والتعليم الجامعي في النظام الشيوعي السوفييتي، حيث تسلط عالم الزراعة السوفييتي Lysenko Trorin D.بحكم صلته بـ ‘جوزيف ستالين’ على جميع الكوادر العلمية في الاتحاد السوفييتي، وكان أداة اضطهاد واعقتال وطرد للكثير من علماء الوراثة الروس تدريس الوراثة أو عمل أي أبحاث على أساس قوانين ‘مندل’ الوراثية، ظنًا منه أنه يخدم الشيوعية، ويبعد مظنة الإيمان بالخالق للصفات الموروثة في تربية النباتات، وصمم على أن تحسين أصناف القمح يمكن أن يتم لمجرد تغيير العوامل البيئية دون انتخاب الصفات الوراثية، وقد استمرت هذه المهزلة في التاريخ المعاصر من العالم 1926م، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأ الجمود ينحسر، وكان فشل Lysenko في تحسين إنتاج القمح هو الذي دعا الدولة إلى إتاحة الفرصة أمام فكر علماء الرواثية ليعودوا إلى الظهور ويعود تدريس الوراثة في المدارس والجامعات السوفييتية بعد تحريمه عشرين عامًا.

واليوم ونحن على مشارف القرن الواحد والعشرين، وقد انحسرت موجة الشيوعية، وأصبح العالم كله يراجع فكره، ومعتقداته فعلينا أن نعلن رأينا واضحًا في شأن عدم الاستمرار في تبني نظرية النشوء والتطور حتى يتم تحرير البيولوجيا الجزيئية وكذلك أفكارنا من تلك المزاعم التي تصر على أن تفقد الإنسان إنسانيته.

____________________________

المصدر: بتصرف يسير عن مجلة الوعي الإسلامي، العدد 532

مواضيع ذات صلة