بين الأديان.. الإسلامُ يتألق!

ديانات

الديانات الوضعية هي التي وضعها البشر بفكرهم المحض كنوع من المقاومة والرفض للفكر الديني السماوي القادم عن طريق الأنبياء والرسل

باحثة عن الحقيقة تسأل: ما الذي يدعو الإنسان لحصر نفسه داخل شرنقة دين بعينه رغم تعدد الديانات؟، وما الذي يميز الدين الإسلامي عن غيره من الديانات السماوية الأخرى طالما أنها جميعها تنحدر من أصل واحد؟!

وتجيب على استشارتها في السطور التالية الأستاذة الدكتورة إلهام شاهين/ أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف..

الأديان والمذاهب المتواجدة فى العالم كله نوعان:

فهي إما وضعية –وهي النوع الأول– أي من وضع البشر نتاج الفلسفات والأفكار البشرية المحضة وهذه قامت في الأساس كنوع من المقاومة والرفض للفكر الديني السماوي القادم عن طريق الأنبياء والرسل.

والنوع الثاني: الأديان السماوية التي أتى بها الأنبياء والرسل وهذه لم يتبق لنا منها إلا الأديان الثلاثة الكبرى.. اليهودية والمسيحية والإسلام.

وبالطبع إذا كنا نريد أن نختار لأنفسنا دينا فليكن أفضل الأديان وإذا كان لدينا دينا بشريا ودينا سماويا.. الأول نتاج فكر بشري والثاني نتيجة وحي إلهي فالأفضل هو الدين الإلهي لأنه الأعلى؛ كونه أتى من خالق البشر وهو الأعلم بما يصلح أحوال العباد.

وقد قال لنا الله تعالى: “وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا” (النساء:125).

ولكن لماذا علينا اختيار الإسلام دون المسيحية أو اليهودية؟

الإسلام والمسيحية واليهودية

لماذا علينا اختيار الإسلام دون المسيحية أو اليهودية؟

الإجابة: لأن اليهودية والمسيحية تدخل فيهما العنصر البشري بالتغيير والتبديل والتحريف بالزيادة والنقصان ولذلك ختم الله رسالاته السماوية للإنسان بالدين الإسلامي وتعهد هو بحفظ كتابه من التغيير والتبديل والتحريف وأخبرنا أنه لن يقبل بمن يأتيه بدين غير دين الإسلام فقال تعالى “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” (آل عمران:85).

 ذلك لأنك وأنت على دين الإسلام تكون مؤمنا بكل صحيح في الأديان السابقة التي أنزلها الله تعالى قبل أن يدخلها العنصر البشرى بالإفساد لذلك فإن الله قبل أن يحذرنا من عدم قبوله لأى دين آخر غير الإسلام يوضح لنا أن الإسلام فيه إيمان بكل ما سبق من صحيح ما أُنزل على كل الأنبياء والرسل فقال في نفس السورة وقبل تلك الآية مباشرة “قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ. وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” (آل عمران:84-85).

وعلمه تعالى بنفوس البشر جعله يحذرها من الكفر بعد الإيمان ومن عقوبة الإلحاد والزيغ عن طريق الله فقال تعالى: “كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ” (آل عمران:86-88).

ولكن هل يعنى ذلك أن ييأس الإنسان من رحمة الله ويعتبر أن شكوكه أو حتى إلحاده طريق لا رجعة منه؟

اليأس

لا مكان لليأس في الإسلام؛ فباب التوبة مفتوح مهما عظم الذنب

لا لأن الله يفتح باب رحمته ويقبل التوبة ممن يتقدم بها قبل أن يلقاه فيدعونا للتوبة بقوله عز من قائل: “إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ” (آل عمران:89-91).

إذاً فباب التوبة مفتوح والله يقبلها مهما فعل الإنسان من ذنوب وخطايا حتى وإن كفر بالله وأنكر وألحد فإنه يقبل منه توبته إن عاد للطريق مجددا، ويدخله في رحمته بشرط أن يفعل ذلك قبل أن يموت.

ولكن هل يستطيع أى إنسان ملحد أو مؤمن أن يخبرنا متى سيموت أو أن يضمن لنفسه أو لغيره أن يعيش لفترة محددة يعلمها؟

 هذا محال ولذا على كل من أذنب أو زاغ قلبه أن يسرع بالتوبة والعودة إلى الله واللجوء إلى عبادة الله بالدين الحق الذى ارتضاه الله لعبادته والعمل به فى الدنيا “وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ” (الشورى:25).

الإسلام منهج للحياة والقرآن دليل له والله جعلنا منذ البداية مسلمين فلنحافظ على هذه النعمة ولا نجعل الشيطان يسلبها منا فهناك من يعانى ليدخل إلى الإسلام ويبحث عنه.

 ولكم أن تنظروا لقصة هذا الشاب الذى كان يبحث عن الحق وطلب بصدق الهدى من الله فهداه الله للدين الحق.

مواضيع ذات صلة