صيحة تحذير يطلقها الأستاذ الدكتور.. ينبه بها الآباء والأمهات لضرورة توخي الحذر من خطر الإلحاد الذي بات قريبا من أبنائنا أكثر مما نتخيل…
ا.د. محمد داود
هذه السطور أتوجه بها إلي الآباء والأمهات والأساتذة في الجامعات والمدارس وبخاصة الذين تقتضي أعمالهم قضاء كل الوقت بعيدا عن أبنائهم.
في حين يسيطر ذلك اللهو الخفي في العالم الافتراضي على أبنائهم.. ويلازمهم حتي في حجرة نومهم ويعبث بأفكارهم؟
أنا.. وأنت.. وهو.. وهي.. كلنا لا يدري، وحب الاستطلاع يقود الأبناء أحيانا، ودعوات خبيثة ماكرة لكنها براقة تجذبهم أحيانا أخري، ولا تَعجَب فصناعة الزيف أصبحت فنا احترافيا عالميا.. وفي إطار الحروب الحديثة؛ حروب الأفكار تشتد خطورتها على أبنائنا.
لقد دخلت هذا العالم وأنا أحسب أن مهمتي سهلة حتي أدركت أننا في حرب خطيرة تدار من وراء ستار!! ولتكن صبورا.. طويل البال معي لأحكي لك القصة..
قيادة من وراء الستار!
بعضهم يأتي عندي تحت ضغط الأهل.. الأم غالبا.. و الأب قد لا يعلم شيئا.
لكني لاحظت أنه دائما ما يأتي مع الولد أو البنت زميل أو زميلة في الإلحاد.. ويكون أقوى من الولد في الحوار والردود.
ويستأذن أكثر من مرة لاستخدام الهاتف.. ثم يعود فيغير أسلوب الحوار.. وعند نقطة يشعر فيها بضعف موقفه في الحوار.. يفتعل مشكلة ..ثم يعتذرا عن مواصلة جلسة الحوار التي أتعلم فيها كل مرة صبر أيوب مع المحافظة على الابتسامة والهدوء وكرم الضيافة ولطائف الكلام …إلخ
ثم تحت ضغط الأهل يتكرر اللقاء.. لكن انتبهوا معي يا سادة يا كرام.. يأتي مع البنت أو الولد زميلة أو زميل جديد أكثر قدرة علي الجدل معي.. حتي أنني أحس بل أكاد أجزم أن أحدا أطلعه علي آرائي في هذه الأمور ولقنه إجابات جديدة.. وهذا يعني أن هناك قيادة توجه وتخطط وتدير من علي بعد.
والمسألة أبعد من آراء شخصية أو ممارسة لحرية الفكر…
تنظيمات الإلحاد الإلكترونية…
فإذا انتقلنا إلي الإنترنت وجدنا المسألة أوسع بكثير من حيث تنظيم صفوفهم في مجموعات موزعة الأدوار بتكامل ودقة يظهر فيها سبق التدريب…
وأحكي لكم واقعة ولكم الحكم:
إنهم في الأعم الأغلب يفضلون الحوار عبر صفحات التواصل الاجتماعي ليكون الأمر تحت السيطرة لصالحهم أكثر كما حدثتكم..
بدأ السؤال والحوار من فتاة يوحِي صوتها أنها في بداية العشرينات، تواصل الحوار أكثر من ثلاث ساعات لم أشعر بالوقت، تدخل معها في الحديث آخرون.. قلت: لا بأس.. كانت هناك مسائل تتعلق بعلم الفيزياء ولست من أهل هذا العلم فوعدتها بفرصة عظيمة أن من سيتولى الإجابة عن مسائل الفيزياء عالم فيزياء مصري الأصل يحاضر في جامعة كاليفورنيا وهو الأستاذ الدكتور/ جمال الدين ابراهيم، كما سننعم أيضا بلقاء عالم فقيه ورئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر وهو العلامة الشيخ جمال قطب.
وحان الموعد وحضر الضيوف، وبدأ الحوار.. وتدخل مع عزيزتي التي تحاورني مجموعة أشبه بكتيبة مدربة وموزعة أدوارهم، وكان فارس الحوار أ.د/ جمال الدين عالم الفيزياء بسعة علمه ورحابة صدره وطوووول باله وقوة حجته، وأسلمت له البنت قيادها واعترفت بأدلته.. وهنا.. مباشرة.. توجهت لها الأوامر (وظهرت عندنا في الحوار) بأن تنسحب ليحل محلها آخر.. لأنها قد تجاوزت رتبتها في مجموعتها.. نعم.. ركز معي سيدي.. لقد تجاوزت رتبتها في مجموعتها!!!
أحسست أننا أمام تنظيم محكم.. أو أننا أمام عصابة محترفة.. وأن الخروج عنهم ليس أمرا سهلا!!!
أما من جاءوا عندي من الشباب وكانوا في البدايات وأحببت أن أسمع منهم فقد تبين لي أن الإلحاح المستمر من أصحابهم علي النت يقودهم في النهاية إلي الوقوع في الهاوية.. أيضا مواجهة الشاب بأسئلة يعجز عن الإجابة عنها وتعرف هذه الأسئلة في علم المنطق بالأسئلة المستحيلة.. يضاف إلي ذلك حملات تشكيكه في دينه، ومع ضعف الحصيلة العلمية لدي الشاب يعجز عن الرد ويسقط في الفخ. هذا إلى جانب زعزعة ثقته في رموز المجتمع وقياداته وعلمائه حتي لا يبقي أمام الشباب أية قيمة.. فيسقط الشاب في هوة الإلحاد…
إنها حرب قذرة ضد شبابنا.. تذكرنا بحرب الأفيون التي مارستها إنجلترا ضد الصين بدءا من عام 1839 وامتدت لعشرات السنوات.
والآن سيدي.. هل ستكتفي بتوفير مصروفات المدرسة الدولية و الجامعة الخاصة والمصيف الراقي مع علية القوم.. إلى جانب أحدث الموضات من الملابس وأفخم الأطعمة.. وولدك يضيع أو يقع فريسة الإدمان.. أو الإلحاد.. أو التحول الديني؟
ينبغي أن تجعل لك صحبة ناعمة جدا مع أبنائك.. على كل وسائل التواصل التي يتعامل بها مع أصدقائه.. استمع لحواراتهم معه بعناية ووعي واستشر أهل الخبرة والعلم..
اجمعوا أولادكم حولكم علي الطعام.. وتحاوروا عليه.. لا تجعل كل ولد يأخذ طعامه مستقلا عن الأسرة في حجرته أو مع جهازه.. استأذنه أنك تحتاج أن تأخذ رأيه في مسألة ما.. خذ رأيه في مشاكل الشباب والحلول من وجهة نظره كي يشعر بذاته.. اجعل له قدرا وقيمة.
عودوا إلي روح الأسرة الكبيرة والصحبة الطيبة لتكونوا مجتمعا صغيرا آمنا…
اسمح لأبنائك بالحديث أكثر منك.. وكن مستمعا جيدا لهم.
ومن سماعهم ستلاحظ التغير في أفكارهم.. وحين يواجهك بالأسئلة المستحيلة أو بما لا علم لك به.. قل له نسأل أهل التخصص.. “… فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” (النحل:43).. ينبغي أن نعترف بالفجوة التي تزداد يوما بعد يوم بيننا وبين أولادنا..
تواصَل… و حاوِر.. وشارِك.. ستكتشف مبكرا بدايات السقوط.. فتنقذ أولادك في الخطوات الأولي قبل الاقتراب من الهاوية.. سادتي وأحبتي.. أنقذوا أولادكم.. أبناؤكم في خطر.. فالسقوط لا يحدث فجأة !!!
المصدر: صفحة الأستاذ الدكتور محمد داوود الشخصية على الفيس بوك
https://www.facebook.com/mdawd2/posts/1535205899869937