كائنات بحرية تمارس صنوف التنكر والخداع.. وأخرى تسلك أدهى مسالك التربص والتخفي…. حيوانات لها قدرات خاصة.. بعضها يجيد فنونا هندسية متطورة، تُرى من علمهم حتى أتقنوا كل ذلك بلا عقول تخطط أو تعي؟ هذا خلق الله تعالى…[1]
د. هيثم طلعت
** يستطيع الجمل العيش لمدة أيام بدون أكل أو شرب في حرارة 50 درجة مئوية، وحين يجد الماء النادر في الصحراء فإنه يشرب خلال عشر دقائق ماءً يعادل ثلث وزنه، وفي شربة واحدة يستطيع أن يشرب 130 لتر، وليتحمل الجوع فإن الجمل يدخر في سنامه ما يقارب 40 كيلو دهن فسنام الجمل هو مخزن الطاقة بداخله.
أسنان الجمل وشفتاه تؤمِّن أكل الأشياء الحادة والشائكة والجافة بسهولة، وهذه الأشياء هي الوحيدة المتوفرة في الصحراء! وجفون العين في الجمل شفافة حيث يحتاج إلى أن يغمض عينه كثيرا في السفر بسبب رياح الصحراء الرملية القاسية التي تؤذي عينه، فهو يغمض عينه ويرى الضوء بسهولة وعينه مغمضة، وأيضا منخار الجمل مصمم بحيث يستطيع أن يغلقه متى أراد لحظة هبوب العواصف الرملية!
ويسهِّل خف الجمل انزلاقه على الرمل، بحيث لا ينغرز أثناء السير، وقوائم الجمل العالية ترفع الجسم بعيدا وتحميه من الحرارة الحارقة للأرض!
توجد في جلد الجمل مناطق قوية وجافة كالتي في مفاصله وهي المناطق التي تحتك بالأرض الحارقة حين جلوسه “أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ” (الغاشية:17).
** بعوضة ال Culex Pipiens ترفرف بأجنحتها حوالي 500 مرة في الثانية الواحدة! وطائر العقاب هو صاحب أكبر وأدق ديناميكية للطيران في العالم.
** الشكل السداسي الذي يصنعه النحل هو أكثر الأشكال الهندسية على الإطلاق قياما بالدور الذي يحتاج إليه؛ فالنحل يحتاج لأكبر مساحة تخزين بأقل كمية شمع ممكنة، والشكل السداسي هو أكثر الأشكال الهندسية توفيرا على الإطلاق، ولو قامت النحلة بناء خليتها بشكل دائري لظهرت في الأطراف فراغات لا تستخدم.
زاوية ميل خلية النحل مع الخط الموازي للأرض تساوي 13 درجة وهي زاوية رائعة حتى لا ينزلق العسل فيما بعد على الأرض “وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ” (النحل:68).
القنادس وبراعة فن هندسة السدود.. هذا خلق الله !
** القنادس تقوم ببناء السدود على الأنهار عن طريق قضم الأشجار، والعجيب أن الشجرة لا تسقط إلا في المكان الذي يريده القندس سقوطها فيه في وسط النهر، ويصنع القندس السد على شكل مقعر إلى الداخل مع أن هذا مخالف لطبيعة جريان المياه، وهو أرقى الأشكال في تحمل المياه، وبه تصنع جميع سدود العالم، ويُسقط زوج القنادس في السنة 400 شجرة تقريبا!، والأشجار البعيدة عن الماء تنسق أغصانها واحدة واحدة ثم تجرها إلى السد الذي أنشأته.
أسنان القندس الأمامية الحادة التي تستخدمها لقضم الأِشجار تطول باستمرار وبلا توقف كأظافر الإنسان تماما، ولذا فهي بمجرد أن تتآكل من قضم الأشجار تعوض نفسها مباشرة.
ذيل القندس الخلفي عريض جدا فيعمل كمجداف ضخم أثناء السباحة!، وبعد نشاط يدوم أشهرا عديدة تتكون بحيرة كبيرة راكدة وراء هذا السد!، وتعمل القنادس بعد ذلك على ترميم السد باستمرار وسد الشقوق التي تتكون مع الوقت!
وتصنع القنادس سدها على شكل قوس مقعر إلى الداخل، وهو نفس الشكل الهندسي الذي يستخدمه الإنسان في بناء السدود الخاصة به، وهو السد الذي يتحمل مقاومة الماء.
وفوق سطح البحيرة الهادئة يبني القندس بيته، وبوابة البيت تكون تحت الماء عبر نفق سري، ولبعض القنادس في بيوتها طابقان، الطابق الأول.. مدخل وبهو، والطابق الأعلى غرفة الطعام والنوم، وبيت القندس من أروع البيوت؛ فهو محاط بالماء من كل جهة، مدخله سري للغاية، يكون على شكل كوخ له فتحة تهوية بالأعلى ومكون من طابقين.. إنه بيت مكلف للغاية!
ولا زال الحديث عن عجائب مخلوقات الله طويلا وممتدا… يُتبع
الهامش:
[1] – إضافة المحررة
____________________________________________
المصدر: موسوعة الرد على الملحدين العرب، د. هيثم طلعت، دار الكاتب للنشر والتوزيع، ط1،2014، ص:81