لا شك أن مرحلة الطفولة هي مرحلة الغرس والتعليم.. وأنها أخطر مرحلة يمر بها الإنسان.. ففيها تتشكل أساسيات العقيدة، وتُنثر بذور الإيمان.. ويصبح لزاما على الوالدين أن يستعدا جيدا، ويتسلحا بالقراءة والاطلاع والمعرفة السليمة لمناقشة أفكار الأطفال والرد على أسئلتهم واستفساراتهم، التي إن لم تؤخذ بعين الاعتبار لكانت لها أوخم العواقب لاحقا…
إعداد فريق التحرير
بين أيدنا أحد الكتب الهامة التي صدرت عن مركز (دلائل) بالمملكة العربية السعودية، ضمن سلسلة قضايا الطفل، تحت عنوان/ أسئلة الأطفال الإيمانية.. نماذج عملية للإجابة عن أسئلة الأطفال المتعلقة بأركان الإيمان، للكاتب/ عبد الله بن محمد الركف، وتقديم كلا من: د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل، و د. منى رجب صابر.
تناولنا في الجزء الأول من قراءة الكتاب الحديث عن مقدماته الثلاثة.. وها نحن ننتقل الآن للحديث عن فصوله المختلفة بادئين بفصله الأول: حول التربية الإيمانية…
يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن مفهوم التربية بشكل عام، ثم يخصص الحديث عن التربية الإيمانية وأهميتها وكونها ضرورة في ظل ما يعيشه النشء الآن من طفرة نفسية، وثقافية، وانفتاحا واسعا.. مشيرا إلى أن التربية هي المهمة الأصعب في الوجود البشري.
ثم يتطرق إلى الحديث عن أهداف التربية الإيمانية، وأساسَيها المعرفي والعلمي.. ثم يقدم الكاتب العديد من النماذج التربوية التي تبين كيف كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في هذا الشأن.
ثم انعطف الكاتب إلى الحديث عن النمو الديني عند الأطفال، وما يميز مظاهر النمو الديني عندهم في عدد من الخصائص.. تتلخص في: الواقعية، الشكلية، النفعية والتعصب.
مشيرا إلى أن ثمار التربية الإيمانية يمكن تلخيصها فيما يلي:
أولا: المبادرة والمسارعة في فعل الخيرات
ثانيا: تقوية الوازع الداخلي
ثالثا: الزهد في الدنيا
رابعا: التأييد الإلهي
خامسا: الرغبة في الله
سادسا: اختفاء الظواهر السلبية وقلة المشكلات بين الأفراد.
سابعا: الشعور بالسكينة والطمأنينة.
ومن ثمار التربية الإيمانية انتقل الكاتب إلى محاورها التي تشمل تعليم الأطفال أركان الإيمان الستة، وتربية الأطفال على محبة النبي وتعظيم شعائر الله وترسيخ الإيمان باليوم الآخر في نفوسهم، والتأكيد على رقابة الله تعالى للعباد.
وما بين الأساليب والوسائل التربوية لغرس الإيمان يتجول الكاتب مشيرا لعشرات النقاط المعينة للمربي، ثم قدم الكاتب عرضا مفصلا في جزء كبير من الكتاب لأركان التربية الإيمانية..
ولعل أبرز أجزاء الفصل الأول في الكتاب هو الجزء الخاص بمدخل الإجابات الذي تناول أسباب كثرة الأسئلة عند الأطفال والتي حصر أهمها في:
1- رغبة الطفل في الاستطلاع والاكتشاف كوسيلة لإشباع حاجات النمو العقلي.
2- حاجة الأطفال إلى فهم كل ما يحيط بهم من ظواهر وأشياء.
3- قلق الأطفال وخوفهم من الأشياء.
4- نمو قدرة الأطفال اللغوية.
5- فرصة للتواصل والمشاركة الوجدانية بين الآباء والأبناء.
6- تنمية ثقة الطفل بنفسه وبوالديه وتنمية احترامه لذاته.
وإلى جانب أسباب كثرة الأسئلة.. قدم الكاتب عروضا تفصيلية لأنواع أسئلة الأطفال، وكيف يتعامل الوالدان معها، وأسباب تجاهلهم لها كثيرا، مؤطرا لمبادئ التعامل مع أسئلة الأطفال.. متحدثا عن التربية بالحوار وأساليب الإجابة عن أسئلة الطفل؛ مقدما توجيهات عامة ينبغي مراعاتها أثناء الإجابة، ومحذرا من أخطاء تربوية ممكنة الوقوع.
يُتبع >>>