رحلة البحث عند أغلبنا كانت نفسها، باختلاف بسيط في المنهج. وهنا أتحدث حتى عن نفسي وعن أشخاص أعرفهم، أغلبهم رجع للإسلام من الإلحاد والبعض للأسف لا. ولكن كل من عاد يجد نفسه مر بنفس المراحل:
1- مسلم بالوراثة ضحية لمجتمع في كثير منه.. قمعي لا تربوي لا ديني رغم أنه يسمى مسلماً (فأن تُعلّم المسلم الصلاة والصيام والزكاة وكفى وتتركه لكل الأفكار السلبية في العالم هذا لا يكفي).
2- السقوط في فخ مواقع المرض (المواقع الإلحادية) وفي سن صغير ليس لديك فيه حتى أبسط آليات التحليل والنقد وتعرية الكلام، فتمر في مراحل أخرى هنا.. هي السخط والرفض وربما سب الغير، ثم تتحول للشك وبداية تراكم الشبهات ثم بداية تقبل الأمر وتسمية نفسك بالملحد.
3- هذه النقطة هي التي يختلف فيها البعض عن الآخرين، فمنهم من يريد أن يبحث هل ما أصبح فيه حقيقي أم وهم؟، والبعض يختار المضي في الأمر دون بحث والتمتع بإلحاده (رغم أنه للأسف لا يستمتع بدقيقة من عمره بعدها).
4- الاعتماد على البحث الشخصي أو الحوار الثنائي وعلى الكتب والمقالات والتزود بأبسط ما تقدر عليه لتفنيد الإلحاد.
5- مرحلة مررت بها شخصياً.. البحث في الأديان والحمد لله أنها سهلة جداً لدرجة أنك فقط في البداية تعلم أنه يستحيل أن يكون هنالك دين أصح من الإسلام، وخاصةً عند معرفة أصل الديانات الأخرى وتحريفاتها.
6- الرجوع للحق ولدين الله عن قناعة، فتتحول من مسلم بالوراثة يكتفي ببعض الفرائض والإيمان القلبي إلى مسلم والحمد لله بالقول والفعل والتقرير، وتحاول ما أمكن أن تكون أفضل كل يوم.
هي قصة مررت بها ومر بها أناس آخرون أعرفهم وهي تقريباً مثل ما أقرأ في أغلب مواضيع الإخوة الذين عادوا إلى دين الله.
ملاحظة هامة..
ما أراه عن الملحدين والمخططات لنشر الإلحاد يعتبره البعض حتى من المسلمين مؤامرة لا علاقة لها بالأمر.. لكن الواقع يثبت سيطرة الكثير من الملحدين الشيطانيين للأسف على الإعلام والتعليم في العالم.
____________________________________
المصدر: بتصرف كبير عن كتاب/ العائدون إلى الفطرة، مركز دلائل، الطبعة الأولى، 2016