علمني النبات: حكمةُ الخلق وعلةُ الوجود (ج1)

لو كانت ساق هذا النبات قائمة خشبية وحملت تلك الثمرة الضخمة لأعلى لوجد الإنسان مشقة في حصادها وقطفها وكانت هناك فرصة لسقوطها على الأرض وتهشمها أو السقوط على رأس الإنسان وإيذاءه…

أ.د. نظمي خليل أبو العطا موسى

الصبار

أحد أنواع نبات الصبار

أخذت الجاروف الصغير وذهبت إلى نبات الصبار الاسطواني Opuntia bigelovii الجميل لأقلب الأرض أسفل منه، انتهيت من المهمة وذهبت لأغسل يدي، وفجأة شعرت بوخز إبري شديد في أصابعي وظهر راحة يدي، نظرت إلى مكان الوخز فرأيت العجب العجاب؛ عشرات الإبر النباتية قد غرست في أصابعي وظهر راحة يدي.

 أحضرت العدسة المكبرة لأجد غابة من السهام قد رشقت في يدي، أخذت أعالج الأمر مدة ساعات، واحمرت راحة يدي وزاد الألم، قررت أن أنقل هذا النبات بعيدا عن أماكن وجودي. وفكرت في الأمر كثيرا..

 لماذا خلق الله تعالى هذا الشوك المؤذي في هذا النبات ؟ وتمنيت أن يكون هذا النبات خاليا من الأشواك.

مرت الأيام وفي كل يوم كنت أرى نبات الرجلة Portulaca الأملس الناعم وقد قطعت سيقانه وأوراقه بطريقة حادة ومهلكة، ظننت الطيور قد فعلت ذلك، وذات ليلة مررت بجوار نبات الصبار الاسطواني الشوكي Opuntia الذي آذاني فوجدت أعدادا من الفئران تلعب حول النبات.

فاستنتجت أن الفئران هي التي أكلت نبات الرجلة الأملس بالليل وأهلكته، ولكنها لم تستطع الاقتراب من نبات الصبار الشوكي، لحظتها علمت حكمة الخالق سبحانه وتعالى في خلق الأشواك لهذا النبات البري الصحراوي، خلقها الله تعالى حماية له من الأكل والرعي الجائر والهلاك بالقوارض كالفئران والأرانب وباقي الحيوانات الآكلة للنبات ومن عبث الإنسان، من هذا علمت أن كل شيء في الوجود خلق لغاية مقدرة، وبحكمة بالغة، نظرت في الأزهار الجميلة المتباينة الأشكال والألوان والرائحة فعلمت أن الله سبحانه وتعالى خلقها جميلة برائحة طيبة ليستفيد منها الإنسان في الزينة والتعطر والدراسة والغذاء لمعرفة عظمة الله سبحانه وتعالى في الخلق.

مع النبات من جديد..

نظرت لنبات القرع العسلي أو اليقطين Cucurbita، هذا النبات العشبي الضعيف الساق والمدّاد لأرى تلك الثمرة الضخمة لليقطين وقد رقدت على الأرض وهي متصلة بأمها بحبل سري نباتي تستمد منه الغذاء، ولو كانت هذه الساق قائمة لوجدت الساق صعوبة بالغة في حمل هذه الثمرة الضخمة لأعلى، ولو كانت ساق هذا النبات قائمة خشبية وحملت تلك الثمرة الضخمة لأعلى لوجد الإنسان مشقة في حصادها وقطفها وكانت هناك فرصة لسقوطها على الأرض وتهشمها أو السقوط على رأس الإنسان وإيذاءه.

تذكرت نخلة جوز الهند العالية وثمرتها الضخمة، قارنت بين النباتين ودرست وعلمت أن ثمرة جوز الهند ثمرة خفيفة الوزن، لها جدار خشبي سميك يمنع تهشمها إذا سقطت على الأرض، ولها غلاف ليفي خفيف إسفنجي يحول دون إيذاء رأس الإنسان والحيوان إن سقطت عليه، علمت وتعلمت أن كل شيء في هذا الوجود خلق بحكمة بالغة وبتقدير محكم وبرحمة واسعة.

________________________________________

المصدر: بتصرف يسير عن موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن و السنة

http://bit.ly/2ojwXaJ

مواضيع ذات صلة