قناعات الملحدين في قفص الاتهام!! (الجزء الثاني)

تُطرح الأسئلة طيلة الوقت من الملحدين موجهة صوب أصحاب الديانات.. بعضها في صورة استفسارات منطقية هادفة وأخرى في صورة شبهات وشكوك متعمدة لا تهدف إلا لإثارة الفتن والقلاقل.. أو من باب التسلية لا لطلب العلم والمعرفة الصادقة..  مبررين ذلك بعقليتهم النقدية الرافضة للقولبة وللتحكم الديني الذي ينافي العلم.. فهل جاء الوقت لطرح بعض الأسئلة على الملحدين ؟!.. إنها أسئلة فيما اختاروه لهم منهجا.. بالعلم نسأل وننتظر المجيب!!![1]

*لماذا تموت الأشياء الجميلة في الإلحاد؟ لماذا يصاب كل شيء بالحياد؟

نصب تذكاري

لابد أن يكون وجود عالم آخر ممكنا، فنحن لا نستطيع أن نعتبر الأبطال المأساويين منهزمين.. بل منتصرين.

لقد نُزعت القداسة عن الإنسان وتم تفكيكه وأصبح خاليا من المرجعية والمركز. إن حجم الأعمال الفنية الغربية التي تُعبر عن ضياع الإنسان وموت القيمة وانهيار الروح لا يمكن استيعابها إلا من خلال منظور الملحدين المادي، وهل يصلح أن نقارن أعمال (شكسبير) ب (سوف أبصق على قبوركم) لبوريس فيان؟

*لماذا نعتبر الأبطال منتصرين حتى وإن ماتوا بلا نتيجة مربحة؟

إن عظمة العمل البطولي ليست في نجاحه حيث إنه غالبا ما يكون غير مثمر، ولا في معقوليته؛ لأنه عادة ما يكون غير معقول.. لابد أن يكون وجود عالم آخر ممكنا، فنحن لا نستطيع أن نعتبر الأبطال المأساويين منهزمين.. بل منتصرين، وطبعا من الواضح أنهم ليسوا منتصرين في هذا العالم.. فهل للوجود الإنساني معنى آخر، معنى مختلف عن هذا المعنى النسبي المحدود؟

*ما قيمة المادية الأخلاقية ولماذا كلنا يحرص عليها ويدَّعيها؟

أنا أحب أخي (الإيثار والتضحية)، قصوري في القوة ناتجٌ عن التزامي الأخلاقي كما يقول نيتشة، هذه أخلاق لا منفعية تأتي ضد المصلحة الشخصية، ضد العقل، ضد المادة، هذه الأخلاق إما أنها لا معنى لها وإما أن لها معنى في وجود الله.

فالأخلاق المصلحية تستمد قيمتها من عالم آخر تماما، عالم لا نذكر عنه شيئا الآن، ولكنه مستقر في أذهاننا ونحن نشتاق للعودة إليه، هل أتينا بمقدمة سماوية؟ هل لنا أصل آخر؟

إذا لم يكن الأمر كذلك؛ فإن كومة الأخلاق والفضائل التي ظلت تُكرسها لنا الأديان آلاف السنين وهم فارغ؟!

الهامش:

[1] – إضافة المحررة

_______________________________

المصدر: موسوعة الرد على الملحدين العرب، د. هيثم طلعت

مواضيع ذات صلة