كيف يرى المفسرون والمتأملون في كتاب الله تعالى ألفاظ الشجر في كتاب الله تعالى؟؟؟
يعرض لنا الكاتب في هذا المقال نماذج لأمثلة الشجر المتنوعة في القرآن الكريم.
أ.د. عمرو شريف
قال تعالى: “ألمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ” (إبراهيم:24-25).
أمثلة الشجر ودلالاتها
الكلمة الطيبة في الآية الكريمة هي لا إله إلا الله، ثم كل ذكر الله وكل أمر بالمعروف ونهي عن منكر.
ومثالها، الشجرة الطيبة، فأصلها ثابت في قلب المؤمن، وتخرد كلمات طيبة على لسانه، وترتفع فروعها إلى السماء فتصل إلى العوالم العلوية، فتُفاضُ على قائلها الرحمات، وثمرات الشجرة (أُكلها) التي يتذوقها قلب المؤمن هي إدراكه للأمور العلوية.
ومن ثم، فهذه الشجرة هي معراج المؤمن، يرتفع فيه ذكره لله وسائر عباداته إلى حضرة القدس، وتتنزل عبْرَه الأنوار والبركات إلى قلبه، الذي هو أصل الشجرة وأصل المعراج.
كذلك فالكلمة الطيبة هي النفس الطيبة، أصلها ثابت بالاطمئنان وثبات الاعتقاد وبرهان العقل، وفرعها في سماء الروح، تؤتي أكلها من ثمرات المعارف والحكمة والحقائق.
يا الله .. ما أروعه من مثال، يَعْبرُ صعوداً وهبوطاً بين عوالم الشهادة والمعنى والغيب، ويعرج بالإنسان على أجنحة الحب إلى حضرة القدس.
“وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ“. (إبرهيم:26)
و”الكلمة الخبيثة” إشارة إلى كلمة الكفر وإلى النفس الخبيثة وإلى كل ما يُغضب الله عز وجل فلا جذور لها ولا عمق ولا ارتفاع إلى السماء.
وقال عنها الإمام جعفر الصادق: الشجرة الخبيثة هي الشهوات، وأرضها النفوس، وماؤها الأمل، وأوراقها الكسل، وثمارها المعاصي، وغايتها النار… سبحان ربي..
__________________________________
المصدر: د. عمرو شريف، الوجود رسالة توحيد، القاهرة، نيوبوك للنشر والتوزيع، ط1، 2015