خدعوك فقالوا (5)
** الخدعة: كيف يمكن الجمع بين عبادة النهار للصائمين في رمضان وسهر الليالي في الحفلات والملاهي وأمام الشاشات.. أي تناقض هذا؟!
التوضيح: نكرر الأمر.. أنه ما من علاقة بين سلوك بعض من ينتمون للدين وقواعد الدين نفسه وروحانيات عباداته السامية، فليالي رمضان ليست كبقية الليالي، “ليالٍ مضيئة مباركة خصها الله بتنزل الرحمات والبركات، وفتح أبواب الجنان، وهي تزداد شرفاً بشرف الزمان، فكيف إذا اجتمع مع شرف الزمان شرف العبادة والطاعة”[1]، ففي كل ليلة من لياليه النيّرة عتقاء من النار عند المليك الغفار.
لكن هل تعتق الرقاب من النار بعد أن تتمايل طوال الليل في الحفلات والملاهي، أو تتسمر أمام الشاشات.. كلا.. فللعتق شروط.. أهمها إحياء تلك الليالي بالذكر وتلاوة القرآن وشتى صنوف الطاعات وأعمال البر التي إن نام المرء عليها حُطت عنه الخطايا، وكُتبت له الحسنات، وقام بعدها نشيطا مؤديا فريضة ربه بحب وإخلاص وعلى الوجه الذي يرضيه تعالى.
أما ما يحدث من بعض الصائمين من سهر وصخب طوال الليل يعقبه كسل ونوم واسترخاء طيلة النهار فهو أبعد ما يكون عن فريضة الصيام وروح العبادة في الشهر الكريم.
الهامش:
[1] – بتصرف عن مقال: ليالي رمضان، راشد العسيري، موقع صيد الفوائد http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/513.htm