خدعوك فقالوا (11)
الخدعة: يرتبط في أذهان العامة شهر رمضان بسرعة الغضب وشدة الانفعال وبذاءة اللسان على أتفه الأمور.. فأين بركات الشهر التي تحل على البشر؟!
التوضيح: يظن البعض أن الصوم مدعاة لزيادة عصبية البعض وانفعالهم لأتفه الأسباب. والحقيقة أنه لا توجد تغيرات فسيولوجية أو مرضية نتيجة الصوم تؤهب لتلك الثورة العارمة؛ فالتوتر العصبي والانفعال لأدنى سبب ليس مرضا، ولكنه نوع من الأسلوب الشخصي في التعامل النفسي من الفرد لما حوله من مؤثرات وخاصة في المواقف الحرجة والمسئوليات.
ولكن قد تكون هناك أساب لظاهرة التهيج أو الغضب في شهر رمضان؛ فهناك سبب نفسي ناجم عن تغيير العادات، والخروج عن النسق المألوف في أيام السنة الأخرى، وهناك سبب آخر عند المعتادين على التدخين والمنبهات.
ويمكن للصائم –إذا أراد- تلافي هذا التهيج بشيء من ضبط النفس، ونوم عدد كاف من الساعات، وتنظيم الغذاء، وتكييف النفس؛ فالصوم نوع من التدريب النفسي والعلاجي على ضبط المشاعر الجامحة والرغبات الطائشة مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “… فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم” رواه البخاري.[1]
الهامش:
[1] – لا تغضب في رمضان، كتاب: رمضان بين يديك، مجموعة من العلماء، ص:106.