الإيمان لا يلامس قلبي.. فلتخاطبوا عقلي!

العقل والقلب

قلبي لا يشعر بمعى الإيمان؛ فكيف لعقلي أن يستوعبه؟!

** هل توجد معانِِ مادية عقلية على الإيمان بالله.. قلبي لا يشعر بمعنى الإيمان فكيف يمكن لعقلي أن يستوعبه؟

المعنى المادي للإيمان يتجلى في الدلائل الظاهرة في النفس البشرية “وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُون” (الذاريات:21)، وعلم الطب يقدم لنا الأدلة على أن هذا الإحكام وهذه الدقة وتلك العظمة في جسد الإنسان من ورائها قوة عاقلة مدبرة… هي الإله الخالق.

والمعنى العقلي للإيمان بُنيتي الكريمة يتأتى من خلال:

أولا: تدبر أثر الإيمان في النفوس حيث يظهر من عرض القرآن لصورتين للإنسان: صورة سلبية تتصف بالصفات المذمومة (إنسان في خُسر، كنود، يطغى، ظلوم… إلخ)، في مقابل صورة محمودة إيجابية تتصف بـ: (السكينة، الطمأنينة، الحياة الطيبة، المخرج الآمن من الضوائق… إلخ).

والفارق بين الصورتين هو أن الصورة السلبية كانت للإنسان حين ترك نفسه لشيطانه ولهواه يتخبط في تيه العشوائية والصدفة بعيدًا عن الخالق،في مقابل الصورة الثانية الإيجابية المحمودة  للإنسان حين يؤمن.

ثانيا: تَدَبر قانون السببية في الحياة فلكل صنعة صانع، ووراء كل اختراع مخترع، وخلف كل إبداع مبدع حكيم، وهكذا.. فوراء هذا الكون بإحكامه وإتقانه وإبداعه خالق عظيم… وقد أخبرنا الخالق عن بعض حقائق خلقه لنرى في عظمة مخلوقاته دليلاً على عظمته سبحانه.. ما أعظمه!!!

ثالثًا: تدبر حال الإنسان حين يقع في شدة ويلجأ إلى الإله مؤمنًا به وبطلاقة قدرته وعظيم لطفه وواسع رحمته في كشف الضر وإجابة المضطر.. سبحانه.. وأيضًا في لطفه الخفي… كيف؟

  • يسوق الخير إلى الإنسان عن طريق المحن والشدائد.. وكما قال حكماء الإيمان.. من لطفه سبحانه وتعالى أنه ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك؛ فعاقبة الأمور علمها عند الله، تمامًا كما حدث مع يوسف عليه السلام، بعد شدائد ومحن وابتلاءات من مكر إخوته، ومكر امرأة العزيز به، وإدخاله السجن، ومكر الكهنة السحرة به ومحاولة قتله… كتب الله له النجاة ورفع منزلته وآتاه الملك وعلمه من تأويل الأحاديث.. قال تعالى: “وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ” (يوسف:100).

رابعًا: تدبر وضع الإنسان بين الكائنات والمخلوقات.. فهو السيد لها، وكلها مُسخَّرة له؛ لينتفع بها.. “سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ” (لقمان:20).

خامسًا: تدبر حال الأمم السابقة مع أنبياء الله تعالى.. وكيف كان الهلاك لمن أعرض ولم يؤمن وكذَّب.. في مقابل أن من آمن كانت له النجاة وله الفوز، ومن حكمة العقلاء قولهم: السعيد من وُعظ بغيره.

سادسًا: الحقائق العلمية التي أودعها الإله الحق في القرآن الكريم، ويكتشفها العلم الحديث، ولم يكن لمحمد صلى الله عليه وسلم ولا للبشرية وقت نزول القرآن أي خبر، ولا أدنى معرفة بها.. وبإحصائية علمية لمجموعة فرق بحثية من تخصصات مختلفة وجدت قرابة (1200) آية بها حقائق مثبتة مؤخرا بالعلم الحديث مثل.. “وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ” (الطارق:12)، “نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ” (العلق:16)، “مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ” (الرحمن:19)..إلخ.

اللهم رُدَّ الناس جميعًا إلى الحق والصواب، وأنر قلوبهم بأنوار اليقين والإيمان… آمين.

_______________________________

المصدر: بتصرف عن موقع بيان الإسلام   http://bayanelislam.net

مواضيع ذات صلة