يظن بعض الملاحدة أنهم يحكِّمون عقولهم في النظر مستندين إلى قوانين الطبيعة، و الواقع أن قوانين الطبيعة هي أول ما يبطل أوهامهم الإلحادية، حيث يظنون أن الحياة ظهرت في لحظة يسمونها (الانفجار العظيم).. فعلماء الطبيعة يتفقون على أنه لا يمكن خرق أحد قوانين الطبيعة و هو (قانون الإنتروبي).
قانون الإنتروبي يؤكد أنه لا يمكن لأي نظام أن يتجه إلى تنظيم أرقى بصورة تلقائية، بمعنى أن جميع الأنظمة يجب أن تتجه بشكل أو آخر نحو تطورات عشوائية، مثلا يمكن أن يتهدم المنزل لكن من المستحيل أن يعود لصورته الأولى بواسطة الطبيعة وبدون تدخل خارجي، وعندما تشرع في بناء منزل جديد ثم تتوقف عن إكماله فمن المستحيل أن تكمل الطبيعة بناءه أو تطوره إلى صورة أرقي، ولو وضعت بعض الماء في وعاء مكشوف فسيتبخر الماء خلال فتره زمنية و لن يبقي متجمعا في الوعاء ذاته، و لا يمكنك أن تحدد مكان جزيئاته المتبخرة، و لا يمكن إعادتها إلى الوعاء بدون تدخل خارجي.
هل تم خرق قانون الإنتروبي ؟
لو فرضنا صحة الانفجار العظيم المزعوم (وهو خاطئ حتما) فإن علماء الطبيعة يقولون أن الكون بدقته المتناهية و بما فيه من مجرات ونجوم وكواكب لا يمكن أن يكون قد تكون إلا في لحظة قدرها 1 ÷ 10 أس 40 من الثانية ، فلو زاد الزمن عن ذلك لانتفخ الكون بشكل أسرع من أن يحدث تنظيم للمجرات و الكواكب والنجوم ، ولو كان ابطأ لانكمش الكون على نفسه مرة أخري و زال بسرعة!
إذا لو فرضنا صحة هذه الفرضية فقد تم خرق قانون الإنتروبي في أول لحظة من تكون الكون، ولم يتم خرقه مرة واحدة بل ملايين المرات وفى لحظة واحدة !
ولو كان قد حدث هذا الخرق لقانون الإنتروبي مرة فخرقه مرات أخرى سيكون أمرا طبيعيا، وهو يتنافى مع علم الطبيعة.
و كذلك وفقا لرؤية الملاحدة فإن قانون الإنتروبي تم خرقه مرة أخرى في نشأة الحياة على الأرض؛ فالكائن الحي مكون من تنظيم بالغ التعقيد للذرات، كيف تكوَّن؟
هل يمكن أن تتطور الجزيئات و الذرات بفعل الطبيعة بدون تدخل خارجي، ثم تتطور نحو الأرقي حتى تصل للإنسان خارقة بذلك قانون الإنتروبي بشكل صارخ؟
كذلك يكسر الملاحدة بمعتقداتهم قوانين ( ميكانيكا الكم ) فيقولون أن الكون تكون بنفس الكيفية التى تتكون بها الجسيمات التقديرية كالشهب والنيازك و لكنهم ينسون أن هذه الأجسام لا تدوم و لا تتحرك بدقة متناهية مثل الحركة في المجرات، و أن تنظيم الحركة في هذه المجرات يلزمه دفعة من الطاقة شديدة الدقة تسمح بتكوين الجسيم والجسيم المضاد، و أي تغير في مقدار الطاقة بالزيادة أو النقصان سيخل بالحركة المنتظمة في المجرات، فهل كان هذا الانفجار المزعوم ذكيا لتوزيع الطاقه بهذه الدقة على المجرات ؟
المشكلة أن الجهل هو الباعث الأول للإلحاد !!
و الجاهل يبقي متخبطا لا يدري يمينه من شماله! و رحم الله من قال منهم أن: العالم يقوده العلم إلى الإيمان !
_____________________________________
المصدر: بتصرف يسير عن موقع جسد الثقافة http://aljsad.org/showthread.php?t=36842