د. زغلول النجار
أثبت علم “طب الطيران” أن تعرض الإنسان للارتفاعات العالية -عندما يصعد من سطح الأرض إلى الطبقات العليا في السماء- يسبب أعراضاً (فسيولوجية) تتدرج من الشعور بالضيق الذي يتركز في منطقة الصدر إلى أعراض تزيد تدريجيا قد تصل إلى حد حدوث مضاعفات حرجة كلما استمر ارتفاع الإنسان نحو السماء؛ نظرا لانخفاض الضغط الجوي ونقص الأوكسجين.
حدود الارتفاعات
يقسم العلماء الارتفاع نحو الغلاف الجوي للأرض على النحو التالي:
1 – منطقة كافية «فسيولوجيا» (من سطح البحر إلى ارتفاع 10000 قدم):
يستطيع الإنسان في هذه المنطقة من الغلاف الجوي أن يعيش طبيعيًا، فكمية الأوكسجين الموجودة تكفي لحياة الإنسان.
2- منطقة غير كافية «فسيولوجياً» (من ارتفاع 10000 قدم إلى 50000 قدم):
لاحظ العلماء نقص كمية الأوكسجين في هذه المنطقة، بالإضافة إلى انخفاض الضغط الجوي، وينتج عن ذلك آثار واضحة على «فسيولوجيا» جسم الإنسان، فتظهر أعراض نقصان الأوكسجين (هيبوكسيا) وأعراض انخفاض الضغط الجوي (ديسباريزم).
3-منطقة الفضاء التقريبي (من ارتفاع 50 ألف قدم إلى حوالي 633 ألف قدم):
وهي منطقة لا تصلح للحياة نهائيا، حتى لو تنفس الإنسان100% أوكسجين، بل لابد له أن يرتدي ملابس الفضاء المجهزة؛ لكي يتحمل الانخفاض في الضغط الجوي، ونقص الأوكسجين.
إعجازُ كتابِ الله
بعد كل ما أثبته العلم الحديث يتجلى الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في الآية الكريمة: “فمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ .. الآية” (الأنعام:125)، فقد شبهت الآية حالة من ابتعد عن طريق الله بحالة من يصعد إلى السماء ويبلغ المرتفعات فيشعر بضيق الصدر وانقباض القلب… تطابق في الرأي بين العلم وآيات القرآن الكريم التي نزلت من أكثر من أربعة عشر قرنا لتؤكد أن كلمات القرآن ليست إلا وحيا من إله عليم.
__________
المصدر: موقع الدكتور زغلول النجار بتصرف يسير.