نشأ عبد الله في بيئة عربية محافظة شديدة التدين، وواظب على حفظ كتاب الله تعالى في صغره على يد بعض الشيوخ الذين وصفهم بأصحاب الفكر المتطرف، شعر عبد الله في وقت مبكر من حياته بضعف حصيلته المعرفية الدينية فقرر طلب العلم على يد بعض مشايخ المساجد.. لكنه ما لبث أن اكتشف صراعا خفيا بينهم.. فقرر الابتعاد عن دروس العلم خشية التعرض لتلك الإشكالات.. وكانت تلك أول بذرة شك تتسلل لعقله وأول طريقه نحو الإلحاد .. إذا كان هذا الدين صحيحا فكيف لا يُربي أتباعه!!! وكيف لهذا الكم من التناقض والاختلاف بين أتباع دين واحد؟!!
إعداد/ فريق التحرير
يحكي عبد الله عن أول شبهة تعرض لها وأنها كانت عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وكانت تتحدث عن أن البشر إذا كانوا جميعا من نسل واحد فكيف تعددت أصنافهم ولهجاتهم؟ وللأسف لم أبحث عن إجابة الشبهة بالشكل السليم المطلوب.. لكنني بحثت عما يدعمها ويقويها بسبب التراكمات والخلفيات الموجودة لدي سلفا.
وبدأت سلسلة السقوط نفي الإلحاد تُحكم حولي حلقة حلقة.. من الشك في السنة.. إلى الشك في القرآن.. إلى الشك في الإسلام نفسه.. وحتى الشك في وجود الله تعالى!
شككت في وجود الله تعالى لأن إيماني ويقيني به لم يكن قويا من البداية.. كان أثاثي الديني متهالك.. ما كنت أستطيع الرد لو سألني شخص كيف تثبت لي وجود الله تعالى؟!
ولعل أبرز ثلاثة أسباب دفعتني للسقوط في فخ الإلحاد كانت:
1- عدم التأسيس العلمي السليم
2- ردة فعلي تجاه سلوكيات بعض المتدينين الخاطئة
3- عدم وجود احتواء من العلماء أو طلاب العم لأصحاب الشكوك والشبهات
وعن رفقة الملحدين الذين خالطهم يقول عبد الله أن الملحدين صنفان.. صنف يعبر عن أفكاره على مواقع التواصل الاجتماعي بغية لفت الأنظار.. ويكون شديد السعادة بما يناله من سب أو قدح أو تعليقات غاضبة!.. خاصة وأن معظم من يردُّون هم من ضعيفي الحصيلة العلمية أصلا، وليس لديهم حصانة تحميهم من سهام تلك الشبهات اللعينة.. ولا دراية لهم بطبيعة ونفسية الملحد.
وصنف آخر لا يفعل أي فعل ولا يُقدم على أي خطوة إلا بترتيب وتخطيط مسبقين.. عن طريق موجهين ومسؤولين يعطون الأوامر.. بإثارة شبهات معينة أو تفعيل (هاشتاج) خاص.. وهؤلاء لهم جهات خاصة تدعمهم بغية القضاء على الإسلام.. خاصة وأنك لا تجد دينا يُهاجم كما يهاجم الإسلام.
المنهجية السليمة كانت نقطة انطلاقي للعودة!
وعن شعوره قبل العودة من الإلحاد إلى طريق الله تعالى يقول: قبل الهداية كنت فارغا روحيا.. لكن بعد أن هداني الله شعرت وكأن هذا الفراغ قد امتلأ… وبداية طريق العودة كانت بالمصارحة مع الذات.. فقد سألت نفسي في لحظة صدق عن منهجيتي في التعامل مع تلك القضايا.. ووجدت أنني بلا منهجية!
عدت لنقطة البداية.. وبدأت بداية منهجية سليمة، وشعرت أن قدمي وطأت شاطئ الأمان.. وأنني صار لي مرجعية ألتجأ إليها.. بعد أن كنت وحيدا لا ملجأ لي ولا مُعين ينقذني إذا اشتدت بي الخطوب.
للاستماع للقصة كاملة يمكن للقارئ الكريم متابعة الفيديو التالي:
المصدر: إحدى حلقات الجزء الثالث من برنامج/ بالقرآن اهتديت بصحبة الداعية الشيخ/ فهد الكندري