4 رمضان.. الشوق إلى الحقيقة!

شبهات محيرة (4)

نور الشمس

الشوق إلى الحقيقة.. أرفع درجات الشوق

**الشبهة: ما هذا السخف الذى يدعو إلى تعذيب الأبدان -في نهار رمضان- بالجوع والعطش وحرمان النفس مما تتوق إليه من طعام وشراب؟ كيف يخلق الله لنا فماً ومعدة ثم يأمرنا بالصيام؟! كيف يخلق لنا الجمال والشهوة ثم يأمرنا بغض البصر والتعفف؟ هل هذا معقول؟!!.

الجواب: نعم.. بل هو المعقول الوحيد؛ فالله يعطيك الحصان لتحكمه وتخضعه لا ليقودك هو ويخضعك.. و جسدك هو حصانك المخلوق لك لتقوده وتلجمه، وليس العكس؛ أن يستخدمك هو لغرضه وأن يقودك هو لشهواته.

خلق الله لنا الشهوة لنتسلق عليها مستشرفين إلى شهوة أرفع.. معارج من الأشواق أدناها الشوق إلى الجسد الطيني وأرفعها الشوق إلى الحقيقة. وفي الذروة.. أعلى الأشواق لرب الكمالات جميعها. الحق سبحانه وتعالى[1] ..

والمعنى: ليس المراد من الصيام تعذيب النفس بحرمانها من الغذاء بأن يؤخر الإنسان وجبة غدائه إلى وجبة عشائه فيجمع بينهما في وجبة واحدة، ولكن المراد أن يتغلب الإنسان بصيامه على شهواته، فيلتحق بأفق ملائكي أسمى.[2]

الهوامش:

[1] –  د. مصطفى محمود/ كتاب: الإسلام .. ما هو ..؟

[2] –  ملتقى أهل التفسير http://bit.ly/1GB40OH

مواضيع ذات صلة